مدينة ساكن فيها صاحبى.. أطول كوبرى فى مصر.. موضوع التعبير اللى بنكتبه كل سنة.. وهو حصة الرسم إللى بنرسم فيها الضابط والعلم والدبابة.. هذه المعانى أول ما يتبادلا لذهن أطفال كثيرين، لم يعاصروا هذا الحدث العظيم فى تاريخ مصر المعاصر.. والحقيقة أننى اندهشت من الانطباعات الأولى لدى هؤلاء الأطفال، بقدر ما أتلمس لهم بعض العذر فى أنهم يرون هذا النصر مجرد حدث تاريخى ومعانى سطحية.. لكن خلال العامين الماضيين.
وعلى إثر قيام ثورتي 25 و30 يونيو، حدث إنعاش للذكرى وإعلاء لقيمة الجندى والضابط وعادت مساحة من الود بين المواطن، وخاصة الأطفال وبين الجنود والدبابات والمدرعات فى الشارع..
هذا العام 6 أكتوبر له شكل جديد ومعنى مختلف لدى أطفالنا..
∎ نفسى أعمل حاجات كثيرة
مالك الطفل ذو الخمس سنوات.. كان متابعا جيدا للأحداث منذ ثورة 52 يناير وحتى الآن.. وفى كل مرة يزداد حبه وتعلقه بضباط الجيش، لذلك قرر أن يكون ضابط جيش فى المستقبل، ليساعد الضباط فى القبض على الإرهابيين الذين يحدثون فوضى فى البلد.. فيقول مالك : أنا لما أكبر هكون ضابط جيش.. وأضرب كل المجرمين اللى فى البلد علشان الناس تعرف تعيش والأطفال يعرفوا يخرجوا ويلعبوا.. وهعمل حاجات كثيرة حلوة فى البلد علشان الناس تحبنى زى (السيسى)..
أنا بحبهم علشان هما بينقذونى أنا وماما وبابا وأصحابى من الناس إللى عايزه تموتنا!!.. وعرفت من ماما ان ضباط الجيش هيدخلوا الجنة وإن ربنا بيحبهم علشان هما بيموتوا الناس الوحشة.. وبعد ما هخلص KG2 هدخل الجيش وهشترى دبابة كبيرة فيها صواريخ كتيرة وأموت بها المجرمين اللى فى البلد.. تركت مالك وهو يرسم حلمه الصغير فى مخيلته ومخططه فى القبض على المجرمين لإنقاذ البلد منهم..
∎ بحب الجيش علشان بينقذنا
وبعدها التقيت (يوسف) الطفل ذى السبع سنوات الذى فاجأنى برده قائلا: أنا عايز أكون ضابط جيش ومعايا مسدس علشان فيه واحد، عايز أضربه.. علشان بيقول كلام وحش على الجيش والشرطة وبيشتم فيهم.. وبيتخانق مع كل الجيران اللى بيشغلوا أغنية (تسلم الأيادى).. توقف يوسف ليلتقط أنفاسه ثم أكمل قائلا: الرجل الحرامى ده، ممكن يحط قنبلة فى البيت ويموتنا كلنا علشان إحنا مش مجرمين زيه.. أنا بحب الجيش قوى علشان كان معانا فى الاتحادية بيحمينا من المجرمين.
∎ سأصلح صورة الشرطة
تركت يوسف لأتحدث مع ( يس ) -14 سنة - الذى يرى أنه واجب عليه أن يقدم شيئا للوطن.. لذلك رسم هدفه من الآن وهو أن يكون ضابط شرطة.
فيقول: أعمل من الآن جاهدا حتى أستطيع الوصول إلى هدفى وهو أن أكون ضابط شرطة.. أحافظ على الناس وأتعامل معهم بطريقة مهذبة.. وأسعى جاهدا أن أصلح الصورة الخاطئة المرسومة فى أذهان الناس عن الشرطة ومعاملتها مع المواطنين.. كما أننى سأقوم بحمايتهم فى المظاهرات بطريقة سلمية ولن أرفع فى وجههم عصا أو حتى طلقة.. وأوعدهم أننى سأكون حاميهم وسأضحى بروحى من أجل أن يعيش الوطن فى سلام.
∎ سبب اختيارى هو أمى
أما عن محمد -17 سنة - فإن سبب إصراره للالتحاق بكلية الشرطة هو والدته، فيقول : أمى هى كل شىء فى حياتى.. ومنذ قيام ثورة 25 يناير وهى تعيش حالة من التوتر والخوف، لدرجة انها قررت عدم النزول من البيت بسبب ما تسمعه عما يحدث فى الشارع من خطف وتثبيت.. لذلك قررت أن أصبح ضابطا شرطيا حتى أستطيع حمايتها هى وكل الأمهات اللاتى يخافن النزول من البيوت خوفا من الحرامية والمجرمين المنتشرين فى البلد.
∎ أكسب احترام الناس
بينما عادل -15 سنة - فيقول : أنا نفسى أدخل الجيش وكى أكسب احترام الناس وحبهم وأدافع عن البلد.. ويكون لى دور فعال فيها.. وأكون من حماة الشعب كما حمى الجيش ظهرنا أثناء الثورة.