لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يضحى الزمالك بالمعلم حسن شحاتة من أجل إرضاء شيكابالا بالرغم من الخطأ الفادح الذى ارتكبه تجاه مدربه ومحاولة اعتدائه على المدير الفنى اعتراضا على خروجه من المباراة بعد أن قرر مجلس إدارة النادى الأبيض قبول الاستقالة التى تقدم بها شحاتة وبعد ذلك قرر التراجع عنها. أيام قليلة عاشها الزمالك على صفيح ساخن انشق فيها مجلس الإدارة على بعضه فى الكثير من القرارات التى تتعلق بالفريق الأول لكرة القدم بالنادى بداية من تعامله مع أزمة شيكابالا وتأخره فى إعلان العقوبة.
[شيكابالا]
رفض معظم أعضاء مجلس الإدارة فكرة إيقاف شيكابالا معللين ذلك بأن التقرير الذى تقدم به شحاتة عن الواقعة لم يذكر ضرورة إيقاف اللاعب وقاموا بفرض غرامة كبيرة على اللاعب تتمثل فى 52٪ من قيمة عقده فيما قاد بعض أعضاء المجلس جبهة أخرى ترى أن اللاعب يجب أن يكون خارج النادى بداية من الموسم المقبل.
وطوال الفترة التى أعقبت لقاء العودة أمام المغرب الفاسى رسم مجلس الإدارة خارطة طريق لعودة شيكابالا لأحضان المعلم تتمثل فى ضرورة اعتذار اللاعب لحسن شحاتة فى مؤتمر صحفى ضخم ووضع نفسه تحت أمر المدير الفنى فى مسألة إشراكه من عدمه وكانت المفاجأة رفض شيكابالا تنفيذ أى من هذه الخطوات وقام بغلق هاتفه والاختفاء وفشل المجلس فى الوصول إليه فقرر المجلس الانصياع للعقوبة الهزيلة كى يحاول استعادة اللاعب من جديد ولكنهم نسوا أن معظم اللاعبين وسائر أعضاء الجهاز الفنى قد تضامنوا مع المعلم فى أزمته ضد شيكابالا .
وعقب حالة الغموض التى انتابت مجلس الإدارة بشأن الأزمة تقدم «شحاتة» على الفور باستقالته لأنه شعر بالإهانة من مجلس الإدارة وبأن تكون محاولة الاعتداء عليه من شيكابالا عقوبتها حفنة من الأموال مهما كانت قيمتها مع بعض التبريرات الواهية بأن العقوبة احترافية ولا تؤثر على مسيرة فريق الكرة فتقدم باستقالته على الفور كى يضغط على الزمالك ويؤكد أنه لم يحصل على حقه بعد ثم كانت المفاجأة قبول استقالته بعد عدة ساعات من تقديمها وكأن المجلس ينتظر بفارغ الصبر أن يكتب المعلم ورقة رحيله ويأتى بعد ذلك قرار المجلس بالعدول عن قبول الاستقالة تفاديا للغضب الجماهيرى والانتقادات .
غضب المعلم لم يكن من العقوبة التى أصدرها مجلس الإدارة ولكن من طريقة العقاب التى يمكن ألا تؤثر فى اللاعب ولا تشعره بما اقترفه من خطأ حيث سيحصل اللاعب على ما تم خصمه منه عن طريق ممدوح عباس أو يتم رفع الغرامة بعد فترة .
[لحظة انفلات شيكا]
ولم تكن مباراة المغرب الفاسى هى السبب فقط فيما وصلت إليه الأمور بين الطرفين، بل هناك رواسب قديمة بينهما وحاول المعلم تفادى الصدام مع شيكابالا فى أكثر من موقف وأنقذه مواقف ورط نفسه فيها بداية من مشاجرته مع هانى سعيد وتعلله بالسفر إلى أسوان لحضور حفل زفاف شقيقه وترك التدريبات كذلك غيابه لعدة أيام متتالية عن التدريبات مما دفع الجهاز الفنى لاستبعاده من السفر لأبيدجان أثناء مشاركة الفريق فى مسابقة دورى أبطال أفريقيا وكانت جميع العقوبات الموقعة على اللاعب مالية فقط كى يستفيد منه الفريق لكن يبدو أن هذه الطريقة لم تعد قادرة على ردعه.
ولم يكن الخلاف وحده هو سمة شيكابالا وصديقه ميدو من جانب وشحاتة من جانب آخر حيث تقرر فى حالة رحيل شحاتة الإبقاء على ميدو داخل صفوف الفريق بالرغم من توصية شحاتة بأنه ليس فى حاجة إلى خدماته بل امتد الانشقاق داخل مجلس الإدارة فى قرار قبول استقالة شحاتة ثم التراجع عنها حيث قاد عمرو الجناينى جبهة رحيل شحاتة بعد إن تقدم باستقالته دون أن يناقش أسبابها ، خاصة أن هناك نية لدى بعض أفراد المجلس فى استعادة التوأم حسن من جديد لقيادة الفريق فى الموسم المقبل وهو ما وجد ترحيبا لدى الآخرين خاصة أن شحاتة زادت مشاكله فى الفترة الأخيرة ودخل فى صدام أكثر من مرة مع مجلس الأدارة وأيد جبهة الرحيل «رؤوف جاسر» عضو مجلس الإدارة حين قال إن قرار عدول المجلس عن استقالة شحاتة مخالف للأغلبية التى اتخذت القرار ويخالفه فى الرأى صبرى سراج نائب رئيس النادى الذى أكد أنه من غير المعقول أن يتم اتخاذ هذا القرار المصيرى فى غياب ثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة هم ممدوح عباس وحازم إمام وروكسان حلمى كما يجب التروى فى اتخاذ القرار النهائى. وسيعقد مجلس الإدارة اجتماعا مهماً السبت المقبل عقب عودة ممدوح عباس من إسبانيا كى يناقش آخر التطورات التى أدت لاشتعال الموقف.