عمر سليمان ترشح فعلا للرئاسة.. تصوروا!! هل كان سليمان يجرؤ على الترشح إذا لم يسبقه إلى هذا أحمد شفيق؟! لا أعتقد.
وهل كان شفيق نفسه يفكر فى ترشيح نفسه إلا بعد أن فعلها عمرو موسى؟! المصيبة أنهم كلهم ترشحوا.. وكأن لا ثورة قامت ولا شهداء دفعوا الثمن بدمائهم ولا مصابون فقدوا أعينهم وأعضاء من جسدهم ليحققوا حلم شعب بمستقبل أفضل لهذا البلد.. لم أفهم أبدا سر رفض المجلس العسكرى إصدار قانون يحرم رموز نظام مبارك الذى قامت الثورة بالإطاحة بهم من العمل السياسى ولو لعدة سنوات.. هؤلاء ليسوا مجرد رموز لنظام فاسد أطيح به، إنهم مشاركون فى كل خطايا هذا النظام ليس فقط بالتأييد ولكن بالعمل والفعل وتنفيذ سياساته. وكما يقول رواد التويتر والفيس بوك، هل يعقل أن يترشح فى أول انتخابات رئاسية بعد الثورة نائب المخلوع ورئيس وزراء المخلوع ووزير خارجية المخلوع وسفير المخلوع؟! هذا هو ما حدث فى مصر بعد الثورة، ولا أعلم كيف يستطيع أى مسئول عن هذه المهزلة أن يواجه الشعب إذا نجح أحد هؤلاء وأصبح رئيسا بعد الثورة.
ماذا سيقول لأهالى الشهداء وللمصابين؟! كيف سينام ليلا مرتاح الضمير؟! طوال الشهور الماضية والطريق يتم تمهيده ليتقبل المصريون أحد هؤلاء المنتمين للنظام السابق رئيسا.
الغريب أن هذه الفكرة وصلت فعلاً، واقتنع بها كثيرون ومنهم مثقفون وثائرون كانوا يحلمون بالقضاء على مبارك ونظامه، وأكاد أخبط برأسى فى الحائط وأنا أسمع أصدقاء لى يقولون إنهم سينتخبون عمرو موسى لأنه- على الأقل- فاهم سياسة، وكمان قال إيه «راجل برستيج» يقصدون أنه شياكة، ثم يحاولون التخفيف عنى قائلين: فترة واحدة بس، أربع سنين تكون البلد اتحسنت شوية.. ثم أفاجأ بهم بعد ذلك محتارين بين عمرو موسى وعمر سليمان لأن الأخير برضه شياكة وشكله رئيس!! يا خبر أسود!! أصرخ فيسألونى: هو أنت يعنى عاوزة سعد الصغير مثلا هو اللى ينجح؟! وبصرف النظر عن أنهم يعلمون أننى لا أريد سعد الصغير إلا أننى بصراحة أردد وأقول: آه.. أهون عندى أن ينجح سعد الصغير من أن ينجح نائب المخلوع أو رئيس وزرائه أو وزير خارجيته.
هل سمعتم ماذا قال سعد الصغير وهو يبرر لماذا قام بسحب استمارة الترشح؟! قال بكل عقل وفهم للتمثيلية التى نعيشها الآن أن ما فعله هو نوع من الهزار، الغرض منه توصيل رسالة للقائمين على أمور البلاد الذين لم يضعوا أى ضوابط للتقدم لهذا المنصب.
سعد الصغير فهم التمثيلية وأراد أن يجعل غير الفاهمين ياخدوا بالهم، ولكنهم مازالوا يبحثون عن مرشح «شكله رئيس».
ولهذا أقول: لو لم يكن هناك مرشح إلا رجال مبارك وسعد الصغير فأنا سأنتخب سعد الصغير. المرشح الشيك عمر سليمان قال فى بيانه الذى تراجع فيه عن انسحابه من الترشح موجها كلامه لأبناء مصر الغالية «لقد هزتنى وقفتكم القوية وإصراركم على تغيير الأمر الواقع بأيديكم».
بصراحة أصابنى ذهول شديد وأنا أرى قدرة نائب المخلوع يستعين بكلمة «التغيير» فى بيانه الذى يعلن فيه ترشحه، هو يقول أن أبناء مصر الغالية مصرون على التغيير ولهذا هو يترشح.. حلوة؟! بصراحة لأ.. بايخة.. ولسه.. قال أيضاً: «إن النداء الذى وجهتموه لى أمر، وأنا جندى لم أعص أمرًا طوال حياتى».
الحمد لله، اعترف نائب المخلوع أنه لم يعص أمرا طوال حياته.. فمن كان يعطيه الأوامر فى السنوات الماضية؟! حسنى مبارك.. يعنى أوامر رئيسه مبارك له كانت غير قابلة للمناقشة وعليه أن ينفذها لأنه لم يعص أمرًا طوال حياته، والآن ترشحه أمر يقول هو إن من أصدره أبناء مصر الغالية، وأنا أشك.. ولكن السؤال الأهم الآن هو سيطيع أمر مين إذا وصل لكرسى الرئاسة؟!