دعونا نعترف وبصراحة ودون دفن للرءوس في الرمال إننا جميعا شركاء في كل الجرائم التي يقوم بها الإرهاب الأسود ضد الآمنين من أبناء مصر، وكان آخرها ولن تكون الأخيرة تلك الجريمة الإرهابية البربرية اللاإنسانية، نقول كلنا شركاء في هذه الجريمة وفي غيرها من جرائم إرهابية، كل حسب موقعه ودوره، وما كان يجب عليه أن يقوم به في مواجهة هذه الجرائم، بل وسوف تحكم علينا محكمة التاريخ بالتقصير والتهاون، ومسئولية إهدار دماء المواطنين من الأقباط والمسلمين، ودماء الأطفال الأبرياء وهم يحتفلون بأعيادهم في الكنائس والصوامع والأديرة وغيرها من الأماكن المقدسة في كل الأديان بل واستشهاد بعض ضباطنا وجنودنا أثناء قيامهم بواجبهم في عمليات التأمين وحماية المواطنين. وسوف تحمل صحيفة الاتهام ضدنا عشرات الأدلة علي أننا شركاء في هذه الجريمة وغيرها فنحن الذين هيأنا المناخ المناسب والتربة الخصبة لنمو الإرهاب الأسود بل وتشكيل خلاياه التابعة للإرهاب الدولي وتلك الفئة الضالة المارقة التي ضربت وتضرب الإسلام في أعمق الأعماق وتقوم بعملياتها الإرهابية باسم الجهاد والدفاع عن المسلمين مع أنهم نتاج وتربية قوي الهيمنة والسيطرة ووصلت من الضلال والجبن أنها لم تطلق رصاصة واحدة علي عدو العرب والمسلمين وهم ليس غيرهم الصهاينة. بل وجد هذا الإرهاب الذي يحمل شعار الإسلام من يروج لأفكاره وتخلفه بل ويمكن أن يبرر ما يقوم به تحت ادعاء الجهاد ومحاربة الكفار مع أن كل ما يقوم به إنما هو في بلاد الإسلام وقد لا نكون بحاجة إلي تسمية هذه الفئة الإرهابية فلقد باتت معروفة بل وتستعين بها قوي الهيمنة والصهاينة في قتل المسلمين وتمزيق وحدتهم واستقرار أوضاعهم خدمة لأعداء المسلمين. علي أي حال تعالوا معا نستعرض بعض المظاهرات تؤكد مشاركتنا جميعا في ارتكاب هذه الجرائم أو علي الأقل تهيئة المناخ للتخلف والجمود وتشكيل الخلايا الإرهابية ولنبدأ: 1- بالنخبة المثقفة التي تقع علي عاتقها إثارة الوعي والاستنارة فمن المؤسف أنها ومنذ عشرات السنين تركت الساحة خالية للفكر المتخلف ينمو ويترعرع يهيمن ويسيطر ويجد طريقه إلي كل المؤسسات الإعلامية والتعليمية وتفرغ العديد من المثقفين للصراعات وتصفية الحسابات واختلاق معارك وقضايا وهمية بل وجدنا من المثقفين من يركب الموجة ويتبني الفكر المتطرف ووجدنا بعض الصحف والنقابات التي تدافع عن هذا الفكر بل وترفع شعاراته. 2- انشغال الأحزاب والقوي السياسية بمصالحها الخاصة وصراعاتها وتصفية حساباتها مع النظام القائم دون أن تكون لها كوادرها الفعالة التي تعيش هموم الناس. بل ومن المخجل والمحزن أننا شاهدنا علي شاشات التلفاز والفضائيات المشبوهة بعضا من هؤلاء الذين يطلقون علي أنفسهم دعاة الإصلاح والتغيير يحرصون علي انتزاع الميكروفونات للتعليق علي الجريمة الإرهابية الشنعاء التي حدثت في كنسية الإسكندرية وراح ضحيتها العشرات من أبناء مصر وبدلاً من إدانة هذه العملية الإجرامية نجده يهاجم النظام القائم وتصفية الحساب معه لاخفاقه في الانتخابات الأخيرة وكأن القضية هي النظام وليست تلك الجريمة. 3- ونصل إلي الصفحات الدينية في الصحف والتي تحمل الكثير من الأفكار والآراء والأخبار التي لا تخدم إلا الفكر المتطرف وانشغل الإعلام بالتافه من الأمور وبأخبار نجوم الكرة والفنانات. 4- أما المؤسسات الدينية فقد تحولت إلي مؤسسات لإثارة الفتن الطائفية والكراهية والحديث عن يأجوج ومأجوج والحشر والنشر وقوي الجن الخارقة. 5- وأصبح التعليم والمناهج الدراسية والأنشطة الطلابية في كل المراحل التعليمية تكرس ثقافة الجمود والتخلف وتعمل علي تمزيق الأمة وفقدان الولاء والانتماء وأبسط مقومات المواطنة. 6- ونصل إلي رجال الأمن وكبار مسئوليه والذين تركناهم يعملون وحدهم وفي حدود إمكانياته مع أن ما يحدث من جرائم إرهابية له خلفيته الثقافية التي تفرض تحويلها من مجرد قضية أمنية إلي قضية ثقافية مجتمعية لاجتثاث جذور التخلف والقضاء علي فكر الخلايا الإرهابية التي بدأت تنتشر في مصر وفي غيرها من البلدان العربية. عشرات الأدلة التي تثبت تقصيرنا وإهمالنا وتجعلنا شركاء في كل ما يرتكب من جرائم إرهابية. باختصار: علينا أن نعترف بأننا نواجه عدوا فاسدا في تفكيره خسيسا في أساليبه ويعمل وفق مخطط منظم ومدعم من الداخل والخارج خاصة من قبل الصهاينة وعملائهم في المنطقة فنحن بالفعل مستهدفون هذه حقيقة ويجب علينا التعامل مع هذه الجرائم وفق هذه الحقيقة ومن ثم فإنه لابد من المواجهة ومقاومة أعداء الداخل والخارج حتي لا نجد أنفسنا في يوم من الأيام فريسة سهلة للإرهاب ولدعاة عصور الظلام وهذا ما لا نقبله لمصر التاريخ والحضار والاستنارة وعاشت مصر آمنة مستقرة بكل أبنائها من الأقباط والمسلمين.