شهدت المدن الجزائرية أعمال شغب بين مجموعات من الشباب الغاضبين وقوات الأمن، دارت أعنفها في العاصمة، احتجاجا علي غلاء المعيشة وتدهور الخدمات الحكومية الأساسية وغياب فرص العمل. وأظهرت تقارير مصورة مواجهات عنيفة مساء أمس الأول، رشق خلالها متظاهرون قوات الشرطة بالحجارة في أحياء «بلكور وباب الواد وميدان الشهداء» في قلب العاصمة وفي «زرالدة والشراقة» بالضاحية الغربية للمدينة، وردت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وبحسب التقارير، فإن فئات الشباب خرجوا إلي الشوارع في العاصمة احتجاجا علي الزيادات في أسعار المواد الاستهلاكية وتراكم المشاكل الاجتماعية، واقتحموا مقر محافظة الشرطة الخامسة القريب من مبني المديرية العامة للأمن الوطني في حي باب الواد. ووفق شهود، جندت أجهزة الأمن قواتها وأغلقت طريقا رئيسيا يربط بين شوارع وأحياء وسط العاصمة. ودخلت فرق مكافحة الشغب في مواجهات عنيفة مع المحتجين الذين كانوا في غضب عارم، بعد أن منعتهم من الخروج في مسيرة. في السياق ذاته، اعتقلت قوات الأمن 32 شخصا عقب تجدد الاحتجاجات في محافظ تيبازة الواقعة علي بعد 70 كم إلي الغرب من العاصمة. وفي وهران، كبري مدن محافظات الغرب الجزائري خرج المئات من الشباب إلي الشوارع وأغلقوا طرقا في المدينة، وألقي بعضهم بأكوام من عظام الماشية في الشارع كرسالة إلي الحكومة بأنها لم تترك للشعب إلا العظام. في الوقت نفسه، اعتقلت قوات الأمن الشيخ علي بلحاج نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة أمام المقر المركزي للأمن الجزائري، وذلك في أعقاب إلقائه كلمة أمام جمع من المتظاهرين. بدوره، أعلن وزير التجارة مصطفي بن بادة أن هذه القفزة في الأسعار ليست ناجمة عن زيادة الأسعار في السوق العالمية فقط بل يتحمل المنتجون والموزعون «بالجملة» حصتهم بالمسئولية، مؤكدًا أن هوامش الربح التي يفرضونها مبالغ فيها. ونقلت صحيفة «الخبر الجزائرية» أمس عن مصادر مطلعة قولها إن تأخر وصول المستورد لاستلام حاوية من الميناء أثار الشكوك، مما أدي إلي فتحها واكتشاف ما بداخلها وكانت معبأة وكأنها ألعاب نارية. وكشفت المصادر أن المواد التي عثر عليها مصنفة علي أنها متفجرات «حساسة» «محظورة» تشتمل علي «قنابل» تزن الواحدة ما بين 3 و4 كيلو جرامات.