أزمة جديدة ينتظرها قطاع الاتصالات بحلول الأول من يناير الجاري بدخول الكابلين البحريين "سيموي3" و"سيموي4" من الثلاثة الموصلة لخدمات الإنترنت إلي مصر في الصيانة والإصلاح ليتبقي الكابل "فلاج" فقط حاملا علي عاتقه توصيل السعات الدولية الي مصر مما ينذر بحدوث اختناقات قد تؤثر علي كفاءة الخدمة في الفترة المقبلة. يأتي ذلك متزامنا مع ظهور تحذيرات من تأخر العمل بالكابلين الجديدين "تي آي نورث" المملوك للشركة المصرية للاتصالات و"imewe " المملوك لشركة فرانس تليكوم الفرنسية ويربط بين آسيا وأوروبا مارا بمصر من ناحيتي السويس والإسكندرية وصولا إلي مدينة مارسيليا جنوبفرنسا إذ أكد خبراء بقطاع الاتصالات أن الكابل الفرنسي لا يزال يعمل بشكل تجريبي ولم يدخل الخدمة فعليا كما أن كابل المصرية للاتصالات سوف يدخل الخدمة خلال العام الجديد دون إعلان عن توقيت نهائي لذلك مما ينذر بأزمة في ظل عدم استطاعة توفير بدائل أو سعات لمدة طويلة في ظل تنامي أعداد المستخدمين. وفي سياق متصل كانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أعلنت مؤشراتها ربع السنوية الصادرة بنهاية أكتوبر الماضي عن ارتفاع عدد مستخدمي الانترنت الي 23.6 مليون مستخدم بنسبة انتشار وصلت إلي نحو 29.60% فيما جاءت نسبة الأسر التي لديها نفاد للانترنت من المنزل 30.68%. وأشار التقرير الي أن عدد مستخدمي الانترنت فائق السرعة وصل إلي 1.3 مليون فيما وصل عدد عملاء الموبايل إنترنت 8.57 مليون مشترك إذ بلغت نسبة مستخدمي الإنترنت من إجمالي مستخدمي المحمول 23.08 % ووصل عدد مستخدمي " USB- مودم" الي حاجز 1226.32 ألف كما بلغت نسبة مستخدمي الإنترنت فائق السرعة البرودباند 86.52% من إجمالي مستخدمي الإنترنت. كشف الدكتور محمد المنشاوي الأستاذ بجامعة أسيوط أن مصر تعتمد علي الكابل "سيموي 4" باعتباره الأكبر في حجم السعات الموصلة من خلاله في خدمات الإنترنت لافتا الي أن دخول هذا الكابل في عمليات صيانة سوف يؤثر كثيرًا علي كفاءة الخدمة وتلبية احتياجات المستخدمين من مؤسسات وأفراد. وأشار إلي أن فترة التأثر سوف تستغرق وقتًا طويلاً نظرًا لأن خدمات الإنترنت تستغرق بعض الوقت إلي أن يعود الكابل للعمل بشكل طبيعي بعد الانتهاء من عمليات الصيانة والإصلاح. وأوضح الدكتور عبدالرحمن الصاوي عضو لجنة ممثلي صناعة الاتصالات التابعة للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن الأزمة الحقيقية التي سوف تحدث في الفترة المقبلة ليس في عدد الكابلات العاملة والموجودة في الصيانة والإصلاح موضحًا أن الازمة هي في توفير السعات التي لا يمكن لكابل واحد إمداد مصر بها لوجود دول أخري مشاركة فيه. وأشار الي استخدام الكابل فلاج فقط يمكن من خلاله توفير الإنترنت لمصر إذا تبع ذلك عمليات تأمين لافتا الي ضرورة أن يتم الانتباه أن يكون مسارات الكابلات الجديدة في أكثر من اتجاه وليس مسار واحد فقط مثلما حدث في أزمة نهاية العام 2009 وتعرضت الكابلات للقطع الجماعي. وأضاف: إن شركات الإنترنت سوف تتحوط من هذه الأزمة بتوفير سعات إضافية يمكن العمل بها حتي لا يشعر المستخدمون بحدوث اختلاف أثناء العمل. وأوضح المهندس عماد الأزهري النائب الأول للرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات أن الشركة بدأت في توفير البدائل من خلال البوابة الدولية للإنترنت الخاصة بالمصرية للاتصالات حيث تمتلك سعات إضافية للإنترنت عبر كابلات مختلفة تعمل أوتوماتيكيا عند وجود عطل أو خضوع احد الكابلات لعمليات صيانة.