منذ عشرين عاما عندما أخذ الاتحاد السوفيتي في التفكك، استقبل بطل حكايتنا أبو علوة الشبح ضيفا روسيا هو علي سخانوف، في الصباح علي طعام الإفطار ، وفي وجود السيدة هند مديرة البيت. ويكمل أبو علوة الحكاية. قلت له: طلب مني الصديق الدكتور حمودة أن أهتم بك في القاهرة، أنا تحت أمرك، أرجوك لا تتردد في أن تطلب كل ما تريد.. ماذا تريد؟ قال وقد لمعت الدموع في عينيه: أريد أن أبقي هنا في مصر إلي الأبد.. إنني علي استعداد لوضع كل امكانياتي العلمية في خدمة الدولة المصرية.. أنا حاصل علي عدة درجات علمية عالية في الفيزياء النووية، وإذا تعذر وجود عمل لي فأنا أستطيع إعطاء دروس خصوصية في اللغة الانجليزية لطلبة المدارس الإعدادية والثانوية. قلت له: إن الحصول علي إقامة هنا لأجنبي بالذات من قرعستان، أمر صعب وإن كان ليس مستحيلا، وأعدك أنني سأبذل في هذا الشأن كل جهدي.. ولكن اسمح لي، ما هو العمل الذي تجيده أكثر من غيره؟ رد بهدوء وثقة: أستطيع عمل قنبلة ذرية رخيصة التكاليف، أستطيع عمل قنبلة ذرية في حجم بيضة الفرخة، أربع منه كفيلة بتدمير عاصمة مثل موسكو أو نيويورك أو باريس أو لندن. سألته: ماذا تعني بجملة رخيصة التكاليف.. عشرة ملايين دولار مثلا؟ فأجاب: لأ.. ألف دولار فقط، سأقوم بنفسي بصنعها، ولست محتاجا لمفاعل كبير.. تكفيني غرفة صغيرة. سألته: واليورانيوم المخصب؟ أجاب: يوجد عندكم يورانيوم في أسوان، لديكم جبال منه، لقد جاء أحد علمائنا بعينة من "الطفلة" من أسوان منذ خمسة وعشرين عاما ( يقصد أيام العمل في السد العالي.. ع.س) حللناها وفوجئنا بوجود اليورانيوم فيها بنسبة عالية جدا، كل ما أريده خمسين كيلو جراما من هذه الطفلة، من السهل أن أستخلص منها ربع كيلو جرام من اليورانيوم، سأتولي تخصيبه بنفسي مستخدما مواد أخري موجودة في مصر أيضا. لم تطق هند السكوت فتدخلت قائلة: ألف دولار لإنتاج قنبلة ذرية؟ فرد عليها: سيدتي، لقد تمكن طالب في الثانوية العامة في أمريكا من تصميم قنبلة ذرية فتاكة، هذا الأمر سهل للغاية، المشكلة فقط في اليورانيوم المخصب.. هذه هي مهنتي ياسيدتي.. صنع القنابل الذرية هو عملي، أقوم به بنفس السهولة التي تقلين بها البيض، وأنا مسئول عن كلامي.. اعطوني الفرصة وأنا أثبت لكم كلامي. يواصل أبو علوة الشبح الحكاية: في تلك الليلة طلبت مقابلة مسئول كبير في القيادة السياسية، بعد أن عرضت عليه المشروع قال لي، من الغباء أن تنضم مصر إلي النادي الذري، لسنا في حاجة لهذه القنبلة حتي لو كلفتنا ربع جنيه، في هذا العصر سيتخلص الناس من كل الرءوس النووية، لقد دفع البشر دم قلوبهم لصنع هذه القنابل، وسيدفعون دم قلوبهم مرة أخري لفكها والتخلص منها، اسأل صديقك.. هل لديه طريقة علمية للتخلص من نبات ورد النيل بسرعة؟..هل لديه طريقة لحماية شواطئنا من نحر البحر؟ هل لديه طريقة لتطوير زراعة القمح؟.. هذا هو ما نريده. عندما قلت ذلك للبروفيسور قال بأسف: لقد سألتني عما أجيده يا سيدي.. صنع قنبلة ذرية هو ما أجيده ولكني علي استعداد للعمل سائق جرار أو عامل زراعي أو بواب.. أو مدرس للأدب الروسي في الجامعة. ومرت لحظات قبل أن أجيبه: ما رأيك في صنع قنبلة ذرية قطاع خاص.. من المؤكد أننا سنجد مشتريا لها من بين حكومات المنطقة.. سأتولي الإنفاق علي هذا المشروع.. لنبدأ الآن.