لا يزال الفنان حازم المستكاوي يقدم أعماله المفاهيمية، التي تقوم علي الأفكار الهندسية التجريدية، والتي دائما ما تبحث في أصل الأشياء، لهذا يلجأ لاستخدام الكتلة مجردة في تكوينها الأولي. في معرضه الحالي المقام بقاعة "كريم فرنسيس" بوسط البلد، بعنوان: "حول مساحات: أشياء منهجية وقضايا الاختزال"، يقدم المستكاوي أعمالا تتنوع بين الرسم والتشكيل اليدوي، تعرض في مصر للمرة الأولي. جاءت أعمال المستكاوي التشكيلية دقيقة التصميم، معتمدا علي تكوينات نحتية بخامة الكرتون المغطاة بالورق، تقوم علي فكرة الفك والتركيب، من خلال تكوينات هندسية تنشأ بينها علاقات تبادلية متشابكة، شأنها شأن علاقة الإنسان بما حوله في الكون، الممتع في المعرض وهو ما يتميز به دوما المستكاوي، من خلال التفاعل المباشر، بحيث يمكن لزوار المعرض التفاعل مع هذه الأعمال، من خلال محاولة تركيبها معا وفكها مرة أخري، أو حتي تحريك بعض القطع وإعادة تشكيل هذا التكوين مرة أخري، كل حسب وجهة نظره، وكأنها لعبة ذهنية، الهدف منها تنمية المرونة في التفكير، وإعادة الصياغة وبناء العلاقات بشكل مختلف وجمالي، من وجهة نظر المشاهد للعمل الفني. هذا الفكر التفكيكي للمنظومة الكونية ككل يمثل عمق النظرة الفنية وشموليتها عند المستكاوي، كما أن اهتمامه وبحثه الدائم في المزاوجة بين العمارة كحالة وبين الفنون المفاهيمية كلغة أو وسيط تعبيري، تعكس فكر المستكاوي الباحث في أصل الكون، فالعمارة هي أم الفنون، وأول ما فعله الإنسان هو إيجاد مأوي له بشكل يخصه ككائن يبحث عن الخصوصية والاحتواء، لكنه في هذا المعرض يدعونا للتفكير بشكل معماري، وللحديث بأسلوب مفاهيمي هندسي، بالإضافة لطرح تأثره بفكر المصري القديم، الذي ربط فن العمارة بالعقيدة، وعبر بها عن علاقته بالحياة، فالعمارة انعكاس لسلوك الإنسان وبلورة لرؤيته الكونية والتفاعلية مع بيئته المحيطة. يذكر أن "حول مساحات: أشياء منهجية وقضايا الاختزال" هو معرض المستكاوي الخاص الأول بالقاهرة منذ معرضه "9" عام 2003، ويأتي بعد العديد من المشاركات الدولية الجماعية المهمة محليا وعالميا، وأهمها معرضه الخاص "ألف - به" 2009 بفيينا.