يري الفنان الهندي «عرفان خان» إنه عاش تجربة مهمة خلال الفترة الأخيرة بعد أن حضر لمصر للمرة الثانية علي التوالي كعضو في لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الرابعة والثلاثين في لقاء خاص تحدث عرفان خان حول كواليس هذه التجربة ورؤيته لما وصلت إليه السينما المصرية والهندية، وإلي الحوار. ما سبب حرصك علي المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للعام الثاني علي التوالي؟ - العام الماضي كنت أحد المكرمين وهذا أسعدني جدًا وفي هذا العام أعمل في المهرجان ضمن فريق عمل ضخم يتولي مهمة محددة هي عضوية لجنة تحكيم أفلام المسابقة الدولية. ولكن ما دفعني للحرص علي التواجد في مصر للعام الثاني هو اعجابي بالمصريين، فعندما أنظر في وجوههم أري سحر الفراعنة وأشم رائحة الحضارة الفرعونية في كل ركن في هذا البلد. كيف وجدت مستوي الأفلام التي استضافها المهرجان هذا العام؟ - مهرجان القاهرة السينمائي يواجه مشكلة كبيرة في الحصول علي الأفلام الجيدة من دول مختلفة وذلك لا يمكن أن نرجع سببه لضعف المهرجان وقلة علاقات القائمين عليه ولكن هناك سببًا أهم وهو قلة وجود الأفلام الجيدة. بشكل عام في العالم كله. ولكن ما يجب أن يعرفه الجميع هو أنني لمست تقدمًا في مهرجان القاهرة السينمائي فهو لا يقل أهمية عن المهرجانات العالمية التي شاركت فيها بأفلامي من قبل. وكيف وجدت مستوي الفيلم المصري «الشوق» المشارك في المسابقة الرسمية؟ - للأسف لم تكن لي خبرة في مشاهد الأفلام المصرية ولكن المهرجان وبالتحديد العمل في لجنة التحكيم منحني فرصة عظيمة لأشاهد أفلامًا مصرية وعربية مهمة. ولكنني أري أن مناقشة مستوي الأفلام كان يدور في غرفة مشاهدة الأفلام والنتائج التي تعلنها إدارة المهرجان تكون كفيلة بتفسير كثير من الاسئلة حول مستوي هذه الأفلام. وفي رأيك ما الذي يميز مهرجانًا ويجعله ناجحًا؟ - أعتقد أن وجهة نظري ستكون مختلفة بعض الشيء حيث أري أن قوة الأفلام التي يستطيع المهرجان أن يجذبها للمشاركة هي من أهم ملامح المهرجان الناجح هذا بجانب التنظيم والضيوف أصحاب الاسهامات في مجال السينما وأعتقد أن أعمال الفنان هي مقياس نجوميته وليس فقط اسم النجم أو الدولة التي يأتي منها. وهل تعرف نجومًا مصريين؟ - لا للأسف قبل هذا المهرجان لم أكن أعرف ولا ممثل مصري باستثناء النجم العالمي عمر الشريف فنحن نعتبره ملكا للعالم وليس ملكًا للمصريين فقط ولكن علي الجانب الآخر هناك قصور في جهات الإعلام المصرية فلا يوجد تسليط ضوء علي كثير من الأشياء في مصر من بينها السينما والسياحة والناس أنفسهم فالمصريون يستحقون أن يستضيفهم العالم ويعرفهم بشكل أفضل من ذلك. وكيف تري وضع السينما الهندية مؤخرًا؟ - السينما الهندية تعيش أزهي عصورها حاليا حيث تمكنت من أن تجذب شريحة الطبقة الوسطي من أهل الهند وكانت هذه الطبقة بعيدة بعض الشيء عن السينما بجانب الطبقة الفقيرة أيضا وهذا أهم أهداف السينما أن تنجح في جمع أبناء كل الطبقات علي حب شيء واحد وأفضل شيء هو أن السينما الهندية لا تواجه أي مشاكل تماما كما أن انتاجنا يتجاوز ال100 فيلم في العام فكيف يكون لدينا مشاكل. هل تري أن السينما الهندية حققت الانتشار المطلوب بين المصريين؟ - لمست حب المصريين للسينما الهندية من خلال زياراتي لمصر ووجدت أنهم يعرفونني جيدًا ويناقشونني في تفاصيل أدواري ولكن للأسف أنا لست راضيا عن مستوي انتشار السينما الهندية في مصر ومازال انتاجنا السينمائي لا يصل إلي القاهرة بالشكل المناسب. وفي رأيك من السبب في ذلك؟ - للأسف الجهات المسئولة في مصر هي التي أوقفت التبادل السينمائي بين مصر والهند حيث صدرت قوانين تحد وتمنع دخول السينما الهندية لمصر وهذا أصبح واضحا فلا يوجد فيلم هندي في دور العرض السينمائي لديكم وأعتقد أنه من قبل كانت الأمور أفضل ففي الثمانينيات حققت السينما الهندية انتشارًا واسعًا في مصر والدليل أن النجم الهندي أميتاب بتشان يعرفه الجميع. وكيف تري شكل المنافسة بين السينما البوليوودية والهوليوودية مؤخرًا؟ - السينما الهندية ذات طبيعة مختلفة وما تحققه من متعة لا يمكن أن تحققه أي سينما أخري في العالم وهذا يجعلها في مكانة خاصة تميزها في حالة عمل مقارنة مع أي سينما أخري.. ومع احترامي للسينما الهوليوودية ولكن الفيلم الهندي لا يمكن حصره في منافسة من أي نوع. وكيف تقوم باختيار أدوارك؟ - سوف تندهشين عندما أقول إنني لا أملك مقاييس اختار علي أساسها أدواري ولكن أحيانًا أجد نفسي أريد أن أعيش قصة حب فأبحث عن دور رومانسي يشبع بداخلي هذه الرغبة وبالمناسبة أنا أجد راحة نفسية في مثل هذه الأدوار كما أنني أحب أيضًا أن أختار أدوارًا مختلفة تماما عن طبيعتي وأن يقوم بطل الأحداث بردود أفعال بعيدة عن أفكاري كل هذا يمتعني جدًا. هل يمكن أن نعتبر فيلم «المليونير المتشرد» من أهم أفلامك؟ - المليونير المتشرد من الأفلام المهمة والممتعة التي قدمتها ولكنه ليس أهمها علي الاطلاق لأن الفيلم الأهم لم يأت بعد ولكن هذا الفيلم حقق نجاحًا وانتشارًا واسعًا وشارك في مهرجانات مهمة مما جعلني سعيدًا به ولكن مع ذلك لا أريد أن تقف حياتي عند هذه المحطة لأنني أواجه اسئلة كثيرة من هذه التجربة وعندي أفلام كثيرة مهمة من بينها فيلم «المحارب» واسمي خان و«نيويورك» وأعمال مهمة أخري أستعد لها. وما هو تقييمك لما وصلت إليه السينما المصرية مؤخرًا؟ - للأسف هناك مشكلة كبيرة وقعت فيها السينما المصرية منذ البداية ومازالت تعاني منها، وهي عدم اهتمام القائمين عليها بالانتشار الخارجي واكتفي الجميع بأن تكون منتشرة محليا في مصر والوطن العربي، أما غير ذلك فليس لها وجود مناسب ولذلك للأسف نحن في الهند لا نعرف السينما المصرية كما ينبغي فلابد أن يرسل صناعها «دي في دي» لأعمالهم للهند وبعد عدة محاولات سوف تجد المكانة التي تستحقها.