وافقت الدول المشاركة في مؤتمر قمة الأممالمتحدة لمواجهة ظاهرة تغير المناخ علي نص اتفاق توافقي بين الدول الغنية والفقيرة بشأن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ونال الاتفاق استحسانا كبيرا من أعضاء مجموعتي عمل بعد مساومات بشأن صياغة نص الاتفاق استغرقت نحو أسبوعين تقريبا في مدينة كانكون الساحلية بالمكسيك. وتم تبني الاتفاق علي الرغم من اعتراضات سابقة أبدتها بوليفيا، التي وقفت وحدها في صف المعارضة بين حكومات 194 دولية مشاركة في المؤتمر. ووافقت الحكومات علي حزمة إجراءات لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ، بما في ذلك إنشاء صندوق للحد من تغير المناخ وخطوات أخري لتحسين آليات البلدان النامية من أجل التكيف علي نحو أفضل مع تغير المناخ. وتغلب النص علي خلافات بشأن سبل الحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري من خلال إحالة قرارات مهمة بشأن أي معاهدة مستقبلية تتعلق بالمناخ العالمي إلي العام المقبل. إلا أن المعارضة الوحيدة من جانب بوليفيا تهدد بمنع التوصل لاتفاق في الوقت الذي تواصل فيه الجدل إلي صباح أمس. فقد أبدي الوفد البوليفي اعتراضات حادة جدا. وقال المفاوض بابلو سولون من بوليفيا إن "بوليفيا ليست مستعدة لتوقيع نص يعني رفعا لدرجات الحرارة التي ستعرض مزيدا من الأرواح البشرية للخطر". وأيدت الدول الكبري ومن بينها الولاياتالمتحدة والصين والهند واليابان والبرازيل والاتحاد الأوروبي مشروع الاتفاق الذي قدمته المكسيك أمس الأول الذي يتضمن حل العقبات الرئيسية التي واجهت المفاوضين في قمة كانكون علي مدار الاسبوعين الماضيين. ويشمل الاتفاق لغة توافقية بشأن الخلافات الكبري مثل مستقبل بروتوكول كيوتو وإنشاء صندوق للحد من تغير المناخ للدول الفقيرة. لكنه أيضا نحي جانبا التساؤلات الكبري بشأن قضايا مثل الصيغة القانونية لأي معاهدة مناخ مستقبلية إلي قمة أخري. وكان مستقبل كيوتو هو حجر العثرة الرئيسي في المحادثات المتوترة والمستمرة في كانكون بشأن التوصل إلي مجموعة من التدابير لمكافحة تغير المناخ. وتطالب اليابان وروسيا بالعمل علي التوصل إلي معاهدة عالمية واحدة لمكافحة تغير المناخ تضم أيضا الولاياتالمتحدة والصين اللتين رفضتا الالتزام بخفض الانبعاثات بموجب بروتوكول كيوتو. وكانت بريطانيا قد دعت "ناوتو كان" رئيس وزراء اليابان الي تخفيف موقف بلاده الرافض لتمديد بروتوكول كيوتو وذلك خلال مؤتمر الاممالمتحدة للتغير المناخي المنعقد في منتجع كانكون بالمكسيك، حيث نقلت وكالة كيودو اليابانية عن وزارة الخارجية اليابانية أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون طلب ذلك من نظيره الياباني خلال محادثة هاتفية مساء أمس الأول. يشار إلي أن هناك ضغوطا تمارس علي اليابان بسبب معارضتها لتحديد التزامات جديدة لخفض انبعاثات الغازات المنبعثة من الصوبات الزجاجية بموجب الاتفاق الملزم لفترة بعد انتهاء مرحلة الالتزام الحالية لاتفاق كيوتو الذي تنتهي فاعليته في 2012، الأمر الذي ينظر اليه بشكل واسع علي انه يعرقل التقدم خلال المؤتمر. وكان سوه وي نائب رئيس الوفد الصيني المشارك في مؤتمر الاممالمتحدة للتغير المناخي، قد أكد أيضا معارضة بلاده الحازمة لموقف اليابان ضد تمديد بروتوكول كيوتو. وكانت الصين قد وافقت علي الانضمام إلي معاهدة كيوتو عام 1993، ثم وقعت الحكومة الصينية علي البروتوكول الاضافي الملحق بها في عام 1998 قبل أن تصادق عليه في عام 2002 - غير أنها بوصفها "دولة نامية" غير ملزمة بتلبية الأهداف المحددة في بروتوكول كيوتو الذي بموجبه يتعين علي 38 دولة صناعية تقليص انبعاثاتها من الغاز بما يقل بنسبة 5.2 % عن مستويات عام 1990 وذلك خلال الفترة من 2008 الي 2012 . جاء ذلك بينما اشتبكت قوات الأمن التابعة لمنظمة الأممالمتحدة مع متظاهرين احتشدوا خارج المقر الذي تجري فيه المحادثات الخاصة بالتغير المناخي بمنتجع كانكون بالمكسيك، وذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أمس أن الاشتباكات اندلعت حينما حاول افراد الأمن تفريق عدد من النشطاء يطلقون علي انفسهم "حركة الشباب ضد التغير المناخي".