تحتفل اليوم وزارة التنمية الإدارية وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة باليوم العالمي للفساد، والمهم أن الاحتفالية تنعقد تحت شعار (دور التعليم في تعميق قيم الشفافية والنزاهة لدي الطلاب)، ومدي تأثير ذلك علي تشجيع الطلاب علي تبني قيم السلوك الإيجابي واتباع قواعده من خلال رفع وعيهم بالفساد ومخاطره. إنها مبادرة لطيفة وجديدة.. تحتفل بها مصر باليوم العالمي لمكافحة الفساد.. اتساقاً مع جميع الجهود المصرية التي بدأتها الحكومة منذ 5 سنوات عند توقيعها علي اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد.. لدعم الإرادة المجتمعية والسياسية لمكافحة الفساد الذي أصبح أحد أهم معوقات تنفيذ خطط التنمية في مصر. لقد قامت وزارة التنمية الإدارية قبل ذلك بتشكيل اللجنة المصرية المعروفة باسم "لجنة الشفافية والنزاهة" كلجنة مصرية، وذلك في ظل وجود لجنة دولية تتبع الأممالمتحدة باسم لجنة الشفافية حسبما نصت عليها المادة 6 من اتفاقية الأممالمتحدة. وتعود فكرة إنشاء "اللجنة المصرية للشفافية والنزاهة" إلي عام 2007 عندما طرح د. أحمد درويش (وزير التنمية الإدارية) علي مجلس الوزراء المصري سبب انخفاض المؤشر المصري للفساد بسبب الجهاز الإداري ومعالجته لبعض القضايا، وعلي سبيل المثال: غسيل الأموال وتجارة المخدرات. ومن هنا بدأت فكرة وجود لجنة مصرية مستقلة من أجل تقديم المشورة بهدف تحسين الموقف المصري. وهي لجنة تتكون من 15 عضواً من الشخصيات العامة.. بينهم 3 فقط من الجهاز الحكومي. ولقد اعتمد عمل اللجنة علي جهود سابقة لوزارة التنمية الإدارية.. خاصة منذ سنة 2004 عندما تم إقرار العديد من السياسات لتطوير الجهاز الإداري. وكان الحديث حينذاك عن مفهوم جديد هو مبادئ الحوكمة أي مبادئ الشفافية والمشاركة.. علي غرار ما حدث في الإعداد لقانون الوظيفة العامة من الإعلان عنه للدرجة التي جعلته محط هجوم من البعض رغم عدم قراءته من الأصل. أعلم جيداً أن المواطن العادي لا يستطيع أن يفهم أو يستوعب تأثير ما سبق بشكل كامل علي الجهاز الإداري المصري. ولكن أعتقد أنه يمكن أن يفهم ما تعنيه بعض الإجراءات علي غرار أن يتم نشر كافة قرارات المناقصات الحكومية علي شبكة الإنترنت لتكون متاحة للجميع وهو علي غير المعتاد، أو أنه لا وظيفة بدون إعلان في أي وزارة حكومية. وهي خطوات من شأنها أن تكون بداية حقيقية وعملية لمواجهة أشكال الفساد التي نشكو منها ونعاني من آثارها. نحتاج من وزارة التنمية الإدارية أن تقوم بنشر ثقافة مواجهة الفساد في المجتمع المصري، من أجل الوصول إلي حالة إدماج تلك الثقافة ضمن السلوك اليومي للمواطن المصري العادي.. رجل الشارع الذي لا يفهم سوي ما يعاني منه من ممارسات وإجراءات لقضاء مصالحه اليومية.