قبل 24 ساعة من غلق باب تسجيل الناخبين الذين لهم حق التصويت في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، كشف الناطق الرسمي باسم المفوضية العامة للاستفتاء جورج ماكير ان نسبة الجنوبيين الذين سجلوا اسماءهم في الكشوف من الجنوب وصلت إلي 2 مليون و490 الف شخص، في حين وصل عدد المسجلين من الجنوبيين في الشمال إلي 88 ألف شخص. وأوضح ماكير في تصريحات خاصة ل"روزاليوسف" ان هذه الاحصاءات وصلت رسميا إلي المفوضية من مراكز التسجيل التي ستنهي عملها رسميا غدا الاربعاء، والملاحظ أن نسب الذين تم تسجيلهم تقل بأكثر من النصف عن اعداد الجنوبيين الذين رصدهم الاحصاء السكاني قبل الانتخابات الاخيرة التي جرت في ابريل الماضي والذي حدد الاعداد التي لها حق التصويت في الجنوب 4 ملايين و200 ألف شخص، وفي الشمال سجل التعداد 500 ألف شخص اعترفت المفوضية بأحقية 217 ألف شخص فقط في التصويت. وحول قضية الترحيل الجماعي للجنوبيين من الشمال والتي تعكس اضطرابا داخليا اشار المتحدث باسم المفوضية الي انه لايوجد فروق في التسجيل بين الشمال والجنوب رغم الاتهامات المتبادلة بين الاحزاب بالشمال والجنوب، وقال انهم طالبوا شريكي الحكم، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، بتهدئة الاوضاع بما يساهم في خلق مناخ لاجراء الاستفتاء بعيدا عن التخوين الذي قد يؤثر علي نتيجة الاستفتاء. وقال ماكير إن رئيس المفوضية خليل ابراهيم التقي رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الاستفتاء امس الاول ووضح لها الاجراءات التي تمت حتي الآن وأشادت بالجهود التي قامت بها المفوضية ووعدت بدعمها لاستكمال الاجراءات المقررة لاستكمال عملية الاستفتاء. وبينما نفي المتحدث باسم المفوضية قانونية الطعون التي قدمها بعض النشطاء ضد اجراءات التسجيل مطالبين باعادتها مرة اخري مؤكدا التزام المفوضية بموعد التصويت في 9 يناير المقبل، قدم نحو 50 محاميا طعونا امام المحكمة الدستورية والمحكمة الادارية والي «مفوضية الاستفتاء امس موكلين عن 62 شخص جنوبي» يمثلون المئات - علي حد قولهم - وطالبوا بالغاء تسجيل الناخبين بسبب خروقات قانونية أفقدته النزاهة والشفافية. واستندت مذكرة الطعن - التي حصلت "روزاليوسف" علي نسخة منها - علي عدة شكاوي من جنوبيين بمنعهم من التسجيل وتغيير في مواعيد اجراءات الاستفتاء بالمخالفة للمواد 16 18 من الدستور السوداني الصادر في 2005 عقب توقيع اتفاقية نيفاشا، وقال القرشي الثوم احد المحامين المشاركين انهم حصلوا علي شهادات وشكاوي موثقة بتعرض جنوبيين لضغوط ومنعهم من التسجيل بجانب التلاعب في بعض الاسماء وسيقدمونها للمحكمة، مشيرا الي ان فريق الدفاع يشارك فيه بعض المنظمات الشعبية والمدنية. من ناحية أخري تستعد حكومة الخرطوم بالتنسيق مع حكومة الجنوب لافتتاح دوري المدارس للكرة في مدينة "واو" الجنوبية بحضور قيادات الطرفين وهي المرة الاولي التي يستضيف فيها الجنوب دوري المدارس وذلك تأكيدا علي الوحدة والتواصل بين الطرفين. وكشفت الصحف السودانية امس أن المخابرات الامريكية قدمت 5 تقارير عن السودان للكونجرس مؤخرا قالت فيها ان الجنوب سيشهد حرباً وابادة بعد الاستفتاء وان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ستزور السودان قريبا لتوجيه رسالة للحكومتين بضرورة ضبط النفس خوفا من توتر الاوضاع بينهما.