خاض عدد من المكفوفين تجربة فريدة من نوعها، استغلوا قدراتهم الكامنة في تخطي حاجز الخوف بداخلهم الذي يقف عائقاً أمام جميع المواقف الحياتية استطاعوا تسلق قمة جبل ارتفاعه حوالي 55 متراً بمساعدة بسيطة من متطوعين مبصرين في «يوم التحدي». بدأت الفكرة لدي هشام مجدي قائد فريق فرسان للأنشطة المجتمعية منذ شهرين بتخصيص يوم ترفيهي للمكفوفين بوادي دجلة بالمعادي تحت شعار «إنت نورهم». شارك 120 متطوعاً مبصراً المكفوفين في تسلق قمة الجبل وتخللتها اليوم مجموعة من الأنشطة الترفيهية الأخري منها ممارسة الألعاب بالإضافة إلي محاضرتي تنمية بشرية للدكتورة داليا الجبالي قبل صعود ونزول الجبل بغرض تحفيز الشباب واستغلال قدراتهم في تخطي جميع المخاوف التي تواجههم . أشارت علياء مصطفي نائب مدير فريق فرسان إلي أن الهدف هو مواجهة الخوف بداخل المبصرين من تحمل مسئولية شخص آخر واستبعاد كلمتي «احنا وهم» في التعاملات الحياتية ودمج المكفوفين داخل المجتمع بجوار المبصرين ومساعدتهم في تحدي خوفهم في مواجهة العقبات الحياتية بمختلف أنواعها لأنه بصعودهم قمة الجبل، وصلوا لأكبر نموذج تحد يمكن مواجهته في حياتهم علاوة علي إحساس المبصر المشاركة الوجدانية للكفيف في أداء بعض المهام. لم يتخيل المكفوفون استطاعتهم خوض التجربة في بداية الأمر حيث لم يستوعب «هادي علي الهادي» (18 عاماً) الفكرة عند إعلامه بها ولكن عند صعوده عدة مترات بمساعدة اثنين من المتطوعين تغلب علي جميع المؤثرات السلبية علاوة علي إزالة كلمة «مستحيل» من قاموس حياته. كما اعتاد التوأم «كريم ومحمد صلاح أحمد (25 عاماً ) ليسانس آداب قسم اجتماع معايشة كل لحظة معاً منذ نعومة أظافرهما وعلي الرغم من تخوفهما من اجتياز تلك المهمة وما يترتب عليها بعد ذلك إلا أنهم صعدوا الجبل بحماس ولم تواجههم أي عقبات في ذلك اليوم بسبب التنظيم الجيد من قبل فريق العمل. يتمني أعضاء الفريق تكرار تلك التجربة في عدة أماكن مختلفة بمشاركة عدد أكبر من المكفوفين والمتطوعين خاصة مع نجاح الحملة من التجربة الأولي.