دعا النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفا كير المجتمع الدولي للتدخل لحماية المواطنين الجنوبيين العائدين من الشمال ومساعدتهم في العودة الطوعية إلي ديارهم لممارسة حقهم في تسجيل أسمائهم للاستفتاء. واتهم سلفا كير في كلمته بمناسبة تدشين 40 يومًا للصلوات والصيام لأجل استفتاء سلمي الخرطوم بتعمد عرقلة العودة بمختلف السبل، مشيرًا إلي أن تعرض القوافل البرية العائدة إلي غرب بحر الغزال لهجمات من قبل ميليشيات مسلحة. في المقابل، أكد حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم في السودان قبوله بنتائج استفتاء تقرير مصير الجنوب، وحدة أو انفصالاً شريطة أن يكون حرًا وشفافًا ونزيهًا. وأوضح عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني نزار خالد محجوب أن عملية استفتاء جنوب السودان والإجراءات والترتيبات المتعلقة بها معقدة، وتوقع وقوع أخطاء إدارية وفنية فيها ولكن سيتم الاعتراف بنتائج الاستفتاء إذا عبر عن إرادة الجنوبيين وحقق مصيرهم. إلي ذلك، أعلنت قيادات من قبيلة المسيرية، تشكيل حكومة بديلة لإدارية أبيي الحالية، علي أن تستلم الحكومة مهامها في 25 ديسمبر الجاري، واختيرت عناصر السلطة الجديدة في اجتماع انعقد شمالي البلدة أمس الأول. وحسب نائب حاكم منطقة أبيي طبيق عمر شقيفة، فإن الاجتماع اختار عبدالرحمن الدقم بختال حاكمًا وحميدان الدقيل وزيرًا للمالية، بجانب 9 وزراء آخرين و13 معتمد محلية ورئاسة. وجزمت قيادات من قبيلة المسيرية في منطقة أبيي أن الحركة الشعبية تبينت نية الحرب، وإبادة المسيرية، وهددوا بعدم قبولهم بنتائج استفتاء أبيي مالم ترسم الحدود. من جهة أخري، قال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد إن جيش تحرير السودان الذي كان قد وقع اتفاق سلام مع الخرطوم أصبح هدفًا عسكريًا الآن. وبحسب خالد فإن جزءًا كبيرًا من قوات الجيش الذي يتزعمه مني أركو ميناوي ترك المناطق المخصصة له بموجب الاتفاق ومعه أسلحة ومركبات واتجه نحو الجنوب للانضمام من جديد إلي حلفائه السابقين، المتمردين في دارفور. ونفي جيش تحرير السودان أن تكون قواته تتجه صوب الجنوب، وأكد المتحدث باسمه عادل محجوب أن تحركات قواته «إدارية بحتة»، مشيرًا إلي أن الهجوم عليه سيعتبر «إعلان حرب». إلي ذلك استمرت مراكز تسجيل مواطني جنوب السودان بالقاهرة في عملها أمس حيث سجل مركز المعادي 90 شخصًا، والحي السابع بمدينة نصر 55، وعين شمس 149. وقالت «ميري إيزاك» ممثلة مفوضية الاستفتاء بالقاهرة: إن هناك نموًا ملحوظًا في عدد المسجلين، وذلك نتيجة لإجازة الجمعة، وتوقعت «ميري» أن تتوالي الأعداد في الزيادة وذلك للتعديل الذي طرأ علي مواعيد التسجيل، لافتة إلي أن المواعيد السابقة كانت غير عملية.