إقبال متوسط علي التصويت.. وإعلان النتائج الرسمية أولاً بأول جمال مبارك ينتظر دوره في طابور الناخبين.. وتوقعات في الوطني بفوز كبير وسط أجواء إيجابية في غالبية الدوائر، جرت أمس انتخابات مجلس الشعب لاختيار 508 نواب بينهم 64 نائبة في مقاعد «كوتة المرأة». ولاقت العملية الانتخابية إقبالا من ملايين المصريين يتقدمهم الرئيس حسني مبارك الذي أدلي بصوته أمام لجنة مدرسة مصر الجديدة الثانوية بنات، كما أدلت السيدة سوزان مبارك بصوتها أمام نفس اللجنة. ووقف جمال مبارك أمين السياسات الأمين العام المساعد بالحزب الوطني في طابور الناخبين انتظاراً للإدلاء بصوته في نفس اللجنة التي شهدت إقبالا كبيرا من الناخبين وكان من بينهم النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ومحافظ القاهرة عبدالعظيم وزير. وبدءًا من الثامنة صباحا حتي السابعة من مساء أمس خضع 5039 مرشحا ومرشحة من المستقلين وممثلي 18 حزبا سياسيا إلي رقابة إعلامية محلية وأجنبية كثيفة، قام بها - حسب تصريحات لرئيس الهيئة العامة للاستعلامات السفير إسماعيل خيرت - 225 مراسلا مقيما و123 مراسلاً زائرًا وفرت لهم الهيئة مركزاً مجهزاً بأحدث تقنيات الاتصال. فضلا عن 6 آلاف مراقب من 76 منظمة مدنية ممن يحملون تصاريح للمراقبة اعتمدتها اللجنة العليا للانتخابات التي أعلن المتحدث باسمها المستشار سامح الكاشف في مؤتمر صحفي عقده أمس استمرار الاقتراع بعد السابعة مساء في اللجان التي لم ينته فيها الناخبون من الإدلاء بأصواتهم. وأكد الكاشف أن عمليات فرز الأصوات ستتم فور إغلاق صناديق الاقتراع وذلك باللجان العامة وبحضور وعلي مرأي ومسمع من مندوبي ووكلاء المرشحين وسيتم إعلانها فور حصر الأصوات وسيتم الإعلان الرسمي للنتائج الذي يتضمن نسب الحضور والمعلومات التفصيلية بمعرفة اللجنة العليا للانتخابات الثلاثاء، وفي المؤتمر أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء طارق عطية التزام رجال الشرطة بعدم التواجد داخل اللجان إلا في حالات طلب رؤسائها، مشددا علي اتخاذ جميع الإجراءات القانونية الكفيلة باجهاض أي محاولة للتأثير سلبا علي العملية الانتخابية أو محاولة افتعال مصادمات مع أجهزة الأمن لشغلها عن دورها في الانتخابات. وتابع رئيس مجلس الشوري الأمين العام للحزب الوطني صفوت الشريف إجراءات العملية الانتخابية من خلال غرفة عمليات الحزب التي جاءت في معظمها لتؤكد سير الانتخابات بهدوء في ساعاتها الأولي وتزايد الاقبال عليها بمرور الوقت. وبعد الثالثة عصرا، في موعد خروج الموظفين، ارتفع عدد الناخبين في مختلف الدوائر خاصة مع حشد مرشحي «المحظورة» أنصارهم في مختلف الدوائر. وبعيدا عن التعليمات الحزبية شهدت بعض الدوائر حدوث تنسيق بين مرشحين من أحزاب مختلفة اتضحت صورتها في التنسيق بين مرشحة الوطني آمال عثمان والوفد سعيد نور في دائرة الدقي ومرشحين آخرين للحزبين في منشية ناصر بالقاهرة وسيد سلامة «الوطني» ومصطفي الجندي «وفد» في دائرة تمي الأمديد بمحافظة الدقهلية. وتلقي «الوطني» تقارير من عدد من أماناته بالمحافظات عن وقوع اشتباكات بين مرشحيه في بعض الدوائر، قال عنها أمين الإعلام علي الدين هلال انها لا تتعدي حالتين. وجه الحزب الوطني اتهامات بالانحياز وعدم موضوعية التغطية الإعلامية التي قدمتها قنوات ال«بي بي سي والحرة والجزيرة مباشر». ومنذ الساعات الأولي من فجر أمس روجت «المحظورة» لعدة شائعات تخص أنصارها، تكثفت بعد ما رأته من هدوء في دوائر الإسكندرية التي تعتبرها الجماعة معقلا لأنصارها، فاطلقت شائعات عن اعتقال مرشحها في بورسعيد أكرم الشاعر والاعتداء علي مرشحها في دائرة الرمل بالإسكندرية صبحي صالح، تأكد فيما بعد أن جميعها كاذب. وحاول «الإخوان» استثمار عطل تقني أصاب بعض المواقع الإلكترونية للجماعة بزعم تعرضها لإغلاق أمني، لكن بيانا حاسما لوزارة الاتصالات نفي مسئولية أي جهات رسمية عن الأعطال، التي عزاها متخصصون في الاتصالات إلي عمليات هاكرز فردية من خصوم «المحظورة». وبينما شكي مرشحون للمحظورة من منع دخول مندوبيهم اللجان الانتخابية أكدت مصادر أن مندوبي مرشحي الحزب الوطني تواجدوا قبل مندوبي الإخوان، وبالتالي استطاعوا دخول اللجان قبل أن يكتمل العدد الأقصي لمندوبي المرشحين داخل كل لجنة. وشهدت بعض الدوائر ارتباكا بسبب شائعات التنازل التي روجها المتنافسون قبل الاقتراع فضلا عن تغيير أماكن انعقاد بعض اللجان وتلقت وحدة دعم الانتخابات بالمجلس القومي لحقوق الإنسان 80 شكوي من مراقبين في محافظات الشرقيةوالدقهليةوالغربية والقليوبية والجيزة وحلوان. وخلال الساعات الأخيرة قبل التصويت أحالت المحكمة الإدارية العليا والقضاء الإداري أكثر من 50% من القضايا المتعلقة بالانتخابات إلي هيئة المفوضين، كما أقيمت أمس ست دعاوي قضائية أمام القضاء الإداري لوقف إعلان النتائج في دوائر حلوان والنزهة والمرج والسلام وألماظة ومنشية القناطر، كما اوقف القضاء انتخابات إحدي دوائر بني سويف. وسجل التصويت في انتخابات «الكوتة» إقبالا متوسطًا لاختيار 64 نائبة عن 32 دائرة لكن الناخبين في بعض دوائر الصعيد خاصة بمحافظة أسيوط قاموا بالتصويت علي مقاعد الرجال وتجاهلوا انتخاب مرشحات الكوتة. وارتفعت سخونة المعركة الانتخابية في دوائر مختلفة بالقاهرة والمحافظات وصلت إلي حد مصرع نجل المرشح سيد محمد سيد «مستقل بدائرة المطرية» بطعنة نافذة بالصدر إثر مشاجرة بينه وبين اثنين من أنصار مرشح منافس، نقل بعدها إلي مستشفي المطرية العام، لكن المتهمين قالا بعد ضبطهما: إن القتيل غازل شقيقة أحدهما فتشاجرا معه. وشهدت عدة لجان في قنا أعمال شغب بين قبيلتي العرب والأشراف تبادلا فيها إلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة وتحطيم سيارات أنصار المرشحين كما أصيب عدد من أنصار مرشحين للحزب الوطني وجماعة الإخوان «المحظورة» في مشاجرات بدوائر في الغربية وسوهاج والمنوفية وبني سويف والقليوبية وشمال سيناءوقنا. وأبلغ محمد كراوية المرشح المستقل علي مقعد العمال بدائرة المحمودية في محافظة البحيرة عن اختطاف نجله الطفل الذي يبلغ من العمر عامين، من أمام محل ملابس يملكه «كراوية» متهماً المنافسين بخطف نجله لإجباره علي التنازل كما شهدت بعض اللجان في المحافظات إطلاق أعيرة نارية بين أنصار المتنافسين. وفي حصيلة يوم الانتخابات وفاتان بأزمات قلبية سجلتا لضابط في حلوان وأحد أنصار مرشح في دائرة بركة السبع بالمنوفية. وقال بيان لحزب الوفد: إن أعمال شغب في إحدي دوائر محافظة الشرقية أدت إلي إحراق مقر لجنة بها. وفاجأ أحمد عز أمين التنظيم مؤتمراً صحفياً داخل مقر صحفي في الحزب الوطني بقوله إن حمدين صباحي المرشح المعارض في الحامول انسحب مدعياً حدوث تزوير.. وقال عز: إن مرشح الوطني عاصم عبدالغفار حقق حسب رصد الحزب تفوقاً كبيراً وأن انصار حمدين اغلقوا الطريق الدولي وحرقوا مقراً انتخابياً حين أدركوا الهزيمة. وبينما رصدت غرفة عمليات الوطني تفوقاً كبيراً لمرشحي الحزب في عدد غير قليل من الدوائر طالب المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الناخبين من البرازيل بمقاطعة الانتخابات التي كانت قد دارت عجلتها في كل أنحاء الجمهورية.