ما الذي تريده الولاياتالمتحدة من مصر بالضبط.. هل تريد انتخابات حرة ونزيهة حقاً.. أم تريد إشاعة الفوضي وإثارة القلاقل والفتن بهدف زعزعة استقرار البلاد لتذوق مصر طعم عدم الاستقرار مثلها في ذلك مثل العديد من البلدان في الوطن العربي الذي صار مجرد وطن «مزعزع»؟! نظرة بسيطة وموضوعية علي حال العالم العربي منذ التدخل الأمريكي في العراق وحتي الآن تكفي لمعرفة أهداف واشنطن الخبيثة التي تتخفي وراء نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية الدينية والانتخابات النزيهة بهدف إشاعة الفوضي وتفتيت وتقسيم المنطقة العربية علي أساس عرقي أو ديني لإرساء دعائم الشرق الأوسط الجديد أو الكبير الذي تحلم به أمريكا وحليفتها الأوحد إسرائيل!!. أمريكا تشكك في نزاهة الانتخابات البرلمانية المصرية قبل إجرائها وتطالب بمراقبة دولية لهذه الانتخابات لإضفاء الشرعية عليها في تدخل فاضح في شئون مصر الداخلية رغم معارضة الأحزاب الرئيسية لهذا التدخل بما فيها أحزاب المعارضة. إن الانتخابات التي ستجري الأحد المقبل ليست انتخابات سرية.. فهي تحظي بتغطية إعلامية واسعة النطاق علي المستوي الدولي وبالتالي فهي أشبه ما تكون مراقبة دولياً فضلاً عن وجود العديد من منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية التي ستتابع العملية الانتخابية عن كثب لرصد أية انتهاكات أو تجاوزات.. فما هي حجة المراقبين الدوليين التي تتحجج بها واشنطن؟! القضية إذن ليست قضية انتخابات حرة نزيهة.. فواشنطن تحاول اختلاق الذرائع للتدخل في الشأن المصري بشكل أو بآخر مرة باسم الحريات الدينية ومرة باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان وكلها أكاذيب تروج لها وهي أول من ينتهكها.. بل هي الراعي الرسمي لها. إن من يطلقون علي أنفسهم «مجموعة عمل مصر» التي تتكون من مسئولين أمريكيين سابقين أهدافهم معروفة سلفاً يحركهم اللوبي الصهيوني في واشنطن لإشاعة الفوضي وإثارة الفتن داخل مصر ليقع الصيد الثمين الذي يفتح الباب علي مصراعيه لتحقيق أغراضهم في المنطقة العربية لتعيش إسرائيل في أمن وسلام طالما جيرانها مشغولون بحروبهم ومعاركهم الداخلية.. فلننظر إلي العراق واليمن والسودان والصومال حتي نتأكد أن تلك المجموعة اسمها الحقيقي «مجموعة زعزعة استقرار مصر»!!