أكد القاص علاء أبو زيد أن الأب هو الأحق بالكتابة عنه في الأعمال الأدبية لا الأم، وقال خلال الندوة التي نظمها المجلس الاعلي للثقافة لمناقشة مجموعته القصصية "القريب الأمريكي": الأم خلقت لتعطي أبناءها قدرا كبيرا من الحب المجاني، وهو أمر طبيعي ليس في حاجة إلي الكتابة، لكن الأب هو الإنسان الذي يمكن أن تأخذ وتعطي معه، قد تختلف أو تتصارع أو تتجادل معه، لكنه يستحق الكتابة، وقد كان أبي من هذا النوع، أزهري حصل علي العالمية، كان يخطب بالناس يوم الجمعة، وفي اليوم التالي يذهب إلي العمل، ويعود بعد الظهر، معه الصحف المختلفة الثقافية والعادية، وهذا هو الرجل الذي أحمله داخلي. وطالب حضور الندوة الذي ضم كلا من الروائي فؤاد قنديل، والناقد الدكتور يسري عبد الله، والدكتور حسين محمود أستاذ اللغة الإيطالية في جامعة حلوان، بتغيير اسم المجموعة القصصية، مرجحين استخدام اسم "الصليب يغادر النهر" لما يحمله من دلالة ومعني. فؤاد قنديل قال: "القريب الأمريكي" مجموعة قصصية، حازت علي الجائزة الثانية في مسابقة مجلة الثقافة الجديدة ومن قبل حازت مجموعته "الحافة" بجائزة ساويرس، يبدو لنا علاء متميزا جدا في تناوله للقص والموضوعات، وتناوله لأفكار الإنسانية، وهو حريص علي كتابة القصة عبر الترحال والدربة والسفر، وهو ما يحتاج إلي ثقافة وموهبة و اطلاع واحتكاك وسفر وملاحظة وتأمل. وقال الدكتور حسين محمود: استلهم الكاتب أفكاره مرة من الأسطورة ومرة من جو المدينة ومن القرية، عبر بعد شديد المحلية، وبعد دولي غارق في الدولية، ينتقل من أعماق الريف إلي القاهرة ثم الخرطوم ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم إلي روسيا، حتي لا تقتصر المعلومات علي الجو الأمريكي فقط، ونلحظ في المجموعة ككل أنه مهموم بالسفر، وهي تيمة موجودة منذ أول جملة في المجموعة حتي آخر قصة، خاصة الترحال في التاريخ والواقع. أما الدكتور يسري عبد الله فقال: تجربة أبوزيد إبداعية تحاول كشف المسكوت عنه، والاشتباك مع الراهن المعيب، وتتخذ طابعا إنسانيا، وتنحاز لقيم التقدم والتسامح والاستنارة، تري السياق الحالي عبر سرد شفيف ولغة سلسلة، وهو شغوف بالحكي عن مراتع الصبا والطفولة، فضلا عن الوعي بالمكان والإلحاح علي خصوصيته، والتعاطي معه باعتباره فضاء وسيعاً لانفعالات البشر وهواجسهم.