رهن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قبول حكومته للعرض الأمريكي الخاص بتجميد جزئي للاستيطان لمدة 90 يوما باستثناء القدس مقابل حزمة حوافز أمنية وسياسية تقدمها واشنطن بأن تضمن الأخيرة وجودا أمنيا لاسرائيل في غور الاردن وأن تصيغ عرضها خطيا وذلك في مشهد يعكس حالة انعدام الثقة بين الطرفين. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن نير حيفيتز المسئول الاعلامي بمكتب نتانياهو قوله إن الاخير ينتظر صياغة الخطة الامريكية خطيا قبل البت فيها، فيما أوضحت مصادر أخري أن نتانياهو يشترط للموافقة علي المقترح الامريكي اعتراف واشنطن بوجود أمني لإسرائيل في غور الأردن. وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك تأييده للخطة الامريكية قائلا في مقابلة مع إذاعة الجيش الاسرائيلي إن «20 طائرة أف 35» يتضمنها العرض الامريكي أهم من الاحتكاكات العابرة بين نتانياهو أعضاء كتلته من الليكود. وأضاف .. هناك احتمالين إما أن نصل الي تفاهم مع الولاياتالمتحدة والتي ستجد طريقة لإجبار الفلسطينيين علي الجلوس الي طاولة المفاوضات أو أن يصل الفلسطينيون والعالم الغربي الي تفاهمات مع الولاياتالمتحدة. وردا علي سؤال حول الطلب الامريكي لمناقشة حدود فلسطين خلال الشهور الثلاثة المقترحة لتجميد الاستيطان قال باراك إن الولاياتالمتحدة تتوقع مناقشة جميع القضايا الجوهرية بجدية، وانها لن تقوم بإملاء جدول أعمال، معتبرا التعهدات التي قدمتها الولاياتالمتحدة لبلاده انجازا كبيرا جدا لنتانياهو. في غضون ذلك حذر مسئول بارز في المخابرات الاسرائيلية من انهيار القيادة الفلسطينية ووقوع انتكاسة كبيرة نتيجة ذلك لاسرائيل، ما لم يتم احراز تقدم ملموس في عملية السلام. وقال المسئول الاسرائيلي لإذاعة «بي بي سي» البريطانية رافضا الكشف عن هويته أن عباس يريد أن يصبح الزعيم الذي يقيم أول دولة فلسطينية في التاريخ لكنه متعب وضاق ذرعا وقد ينفذ وعده بالاستقالة من منصبه إذا استمر في التعرض للاهانة. وأضاف: لا يعتقد أن عباس سيتنحي عن منصبه فورا وكل شيء مرتبط بإحداث تقدم أم لا في محادثات السلام ولدينا بضعة أشهر فإن استقال فسيؤدي ذلك الي امكانية انهيار القيادة الفلسطينية برمتها لعدم وجود مرشحين واضحين لخلافته داعيا تسريع عملية السلام وحذر من أن التقدم باتجاه اتفاق السلام النهائي سيقابله تصعيد في العنف من جانب المتطرفين في الجانبين الذين يعارضون أي تسوية. من جانب آخروتطابقت ردود الافعال العربية والفلسطينية حيال العرض الامريكي لإسرائيل إذ أبدت الجامعة العربية علي لسان السفير هشام يوسف رئيس مكتب الامين العام رفضها للعرض فيما اعتبره نبيل شعث عضو الوفد الفلسطيني المفاوض مكافأة لإسرائيل علي عدم تنفيذها الاتفاقيات. و شكك شعث في تصريحات صحفية أمس في نوايا نتانياهو للتوصل الي اتفاق خلال فترة الاشهر الثلاثة. وقال: لا أري أن فترة ثلاثة أشهر ولا حتي سنة ستكون كافية للتوصل الي اتفاق حول الحدود في حال كان نتانياهو غير جاهز للتوصل الي اتفاق. علي صعيد آخر شدد الرئيس محمود عباس خلال لقائه أمناء سر أقاليم حركة فتح أمس الاول علي أن قضية المصالحة تشكل الاولوية للقيادة الفلسطينية. وقال: إن وحدة الشعب الفلسطيني أثمن من كل المصالح الفئوية وإن الانقسام يهدد المصالح العليا لشعبنا بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وردا عليه شدد إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة علي ضرورة تحقيق المصالحة لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وقال هنية في خطبة صلاة عيد الاضحي التي اقيمت في ملعب «فلسطين» غرب مدينة غزة وشارك فيها عشرات آلاف المصلين مازلنا نصر علي تحقيق المصالحة الفلسطينية ومازلنا نتمسك بإنهاء الانقسام، ومازالت الابواب مفتوحة أمام المصالحة.