مكة المكرمة صبحى شبانة وهبة فرغلى وسعد حسين وأحمد سند حرص الحجاج المصريون علي تأدية صلاة العيد امس في المسجد الحرام، بينما استقر غالبيتهم في مشعر مني لرمي جمرة العقبة الكبري، وكان المسجد الحرام قد شهد منذ الساعات الأولي من الصباح الباكر تدفق حجاج بيت الله الحرام من 181 جنسية امتلأت بهم جنباته وأدواره العلوية والساحات المحيطة به، كما شهدت الطرق المؤدية إلي المسجد الحرام كثافة بشرية كبيرة. وقد أمّ المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس الذي بين في خطبته فضل هذا اليوم المبارك الذي يجود فيه البارئ جل وعلا بمغفرة الزلات وستر العيوب والسيئات وإقالة العثرات وإغاثة اللهفات ورفع الدرجات وإجابة الدعوات وقبول التوبات. وأكد أن وسطية الإسلام تتجلي في مجالاته كلها.. ففي مجال الاعتقاد جاء الإسلام وسطا بين الملل فلا إلحاد أو وثنية بل عبودية خالصة لله في الربوبية والألوهية وفي الأسماء والصفات وسط بين أهل التشبيه والتمثيل والتحريف والتعطيل وفي القضاء والقدر وسط بين نفاة القدر والمغالين فيه وفي مسألة الإيمان وسط بين من جفوا فأخروا الأعمال وأرجئوها عن مسمي الإيمان وبين من غلوا وأخرجوا من دائرة الإيمان من عمل بعض المعاصي. وألمح إلي أن هناك حملات مسعورة عبر وسائل إعلامية مأجورة من التطرف الصهيوني العالمي الذي يبرز من خلال الاحتلال الغاشم والحصار الظالم لإخواننا في فلسطين الصامدة ومشروع التهويد والاستيطان في أكناف بيت المقدس، وكذا الحال في بلاد الرافدين حيث النزاعات والاختلافات التي أورثت الانقسامات وهنا يأتي البلسم الشافي بدعوة خادم الحرمين الشريفين لقادة العراق بجميع شرائحه إلي لم الشمل والتوحد وإطفاء الفتنة جعلها الله في موازين حسناته مؤكدا أن علماء الشريعة لهم الدور الكبير في علاج الكثير من الانحرافات والمشكلات في شتي المجالات. وحذر شباب الأمة من الاختراق الفكري لأي فكر دخيل ومسلك وبيل يؤثر علي منهج الوسطية والاعتدال مبيناً أن مما يعزز منهج الوسطية مبدأ عظيم ومسلك قويم عني به القرآن الكريم وجاءت به السنة الشريفة وسار عليه الصحابة الأبرار.. ذلكم هو مبدأ الحوار وأهمية تربية الأمة عليه لاسيما أجيالها الصاعدة لتحقق الشهادة علي العالمين ولعل في المبادرة التاريخية العالمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الحضارات ما يحقق الآمال والطموحات جعلها الله في موازين أعماله الصالحة. يبدأ الحجاج اليوم الاربعاء ثاني ايام العيد أول أيام التشريق في رمي الجمرات الثلاث التي تبدأ من الصغري ثم الوسطي فالعقبة، كما سيكررون الرمي يوم غد الخميس، علي ان يغادر المتعجلون منهم مني بعد ظهر غد إلي مكةالمكرمة وسيبيت غير المتعجلين من حجاج بيت الله الحرام بمني هذه الليلة مهللين ومكبرين ذاكرين الله، ثم ينفرون، بعد زوال شمس اليوم الثاني عشر الي مكةالمكرمة وذلك لمن تعجل منهم بينما يبيت غير المتعجل الي يوم الثالث عشر. وقد تمكن الحجاج من رمي جمرة العقبة الكبري بمشعر مني منذ فجر أمس الثلاثاء أول أيام عيد الأضحي المبارك بكل يسر وسهولة بعد أن قضوا ليلتهم بمزدلفة حيث شهدت حركة التنقلات لهذه القوافل الايمانية أعلي درجات الانسيابية والراحة ووسط أجواء روحانية مفعمة بالخشوع والطمأنينة في انتظام سلس وحركة هادئة من ضيوف الرحمن وانسيابية في تنقل الحجيج من مواقع إقامتهم في مني وفق خطة التفويج المعدة. وقد تابع الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية رحلة الحجيج إلي مشعر مني حيث وجهوا جميع المسؤولين والعاملين في الحج بالميدان إلي مضاعفة وبذل المزيد من الجهود لتمكين جميع حجاج بيت الله الحرام من رمي الجمرة بكل يسر وسهولة في ظل الامكانات المتاحة التي وفرتها المملكة.