عندما نري الحزن الذي يرتسم علي وجوه اللاعبين الذين يسجلون أهدافا في مرماهم، ندرك أن هذه الأهداف هي من الأمور الأكثر قسوة في عالم كرة القدم.. وسواء كانت ذات عواقب ثقيلة، أو حتي مضحكة، فإن هذه الأهداف التي يسجلها اللاعبون خطأ في مرماها طبعت تاريخ اللعبة.. بهذه الكلمات بدأ موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" تقريره المثير عن الأهداف الخاطئه الي شهدتها ملاعب الساحرة المستديرة.. فمنها ما كان غريبًا ومثيرًا.. وأخري كانت تاريخية وحاسمة.. نستعرض أبرز تلك الأهداف معا في روزا ستاد.. أهداف شريرة شهدت الملاعب الانجليزية ميلاد صاحب أول "ثنائية بالخطأ" في التاريخ وتحديدا في أكتوبر عام 1923 وهو سام واين لاعب نادي "أودلهام أثلتيك"، حيث قام واين بتسجيل هدفين في شباك فريقه لمصلحة مانشستر يونايتد، كما أنه سجل هدفين في شباك الأخير من ركلة حرة وركلة جزاء لتنتهي المباراة بالتعادل 2-2، والأهداف الأربعة تحمل توقيع اللاعب نفسه. ويحمل لاعب أستون فيلا "ريتشارد دان" رقماً قياسياً إنجليزياً لا يحسد عليه حيث سجل اللاعب الإيرلندي أكبر عدد من الأهداف في مرمي فريقه. أما حارس المرمي "بيتر إنكيلمان" فتسبب في هدف متميز في مرمي فريقه أستون فيلا أمام فريق بيرمنجهام سيتي في عام 2002.. ويتميز هذا الهدف بأنه هزَ الشباك من رمية تماس، إذ فشل الحارس إنكيلمان في السيطرة علي رمية زميله المدافع أولوف ميلبرج وسمح للكرة بدخول مرماه. ثنائيات وهاتريك ويزاحم بقوة علي لقب صاحب أغرب هدف الإنجليزي اللاعب "جايمي كاراجر" فخلال مباراة بين فريقه ليفربول وخصمه اللدود إيفرتون، سجل كاراجر الذي كان في صغره مشجعاً لإيفرتون إصابة في مرمي ليفربول من ركلة جزاء! لكن ذلك كان تحقيقاً لحلم راوده منذ مدة طويلة وفي مباراة ودية أقيمت في ملعب أنفيلد تكريمًا له. إلا أن ثنائيته في مباراة ضد المنافس الأكبر لليفربول مانشستر يونايتد كلفت فريقه ثلاث نقاط ثمينة في بطولة الدوري عام 1999 (3-2). وفي الواقع أن كاراجر ليس اللاعب الوحيد الذي هز شباك فريقه مرتين في مباراة واحدة، فالمدافع نيكولتش نوفيسكي "حقق" هذا "الإنجاز" في غضون ثلاث دقائق في 19 نوفمبر 2005 خلال مباراة فريقه ماينز وأينتراخت فرانكفورت (2-2) في الدوري الألماني. وكذلك سجل اللاعب التونسي كريم حقي هدفين من ثلاثة دخلت مرمي فريقه خلال خسارة هانوفر أمام بوروسيا مونشنجلادباخ في موسم 2009-2010. وفي العام نفسه، سجل لاعب وسط أسكيسيري سبور التركي إيمري تورامام هدفين في مرماه في مواجهة بورصاسبور (2-1). أما الثلاثية الوحيدة من هذا النوع فتحمل اسم البلجيكي ستان فان دن بويس في مباراة ضمن الدوري البلجيكي بين جيرمينال إيكيرين وأندرلخت (3-2) في موسم 1995/1996. "قنابل" وأهداف جميلة الغريب في الأمر أن هناك أهدافًا سجلها لاعبون خطأ في شباك فرقهم دخلت التاريخ ليس بسبب أعدادها لكن بسبب طبيعتها وطريقة تسجيلها.. لعل أشهرها هدف لحارس مرمي فريق كروز أزول المكسيكي "خوسيه مارين" الذي يعود إلي 23 مايو 1976 والذي طاف مشهده العالم. فالحارس العاثر أراد أن يرمي الكرة بيده إلي أحد زملائه، لكنه أكمل الاستدارة علي نفسه وقذف الكرة في شباكه! أما كريس براس فحاول خلال مباراة بيري ودرالنجتون في 22 أبريل 2006 تشتيت الكرة ليصيب بها أنفه وتنطلق من وجهه إلي شباك فريقه...وكانت نتيجة هذه المناورة كسراً في الأنف وهدفا! أهداف للتاريخ ثمة لاعبون آخرون دونوا أسماءهم في التاريخ بفضل "مهاراتهم" الخاصة.. ومنهم هيلموت فينكلهوفر الذي كان أول من نال هدف سجله لاعب خطأ في مرمي فريقه لقب "هدف الشهر". والواقع أن الهدف الذي سجل في مباراة أوردينجن ذ بايرن ميونيخ عام 1987 كان يستحق هذا "التكريم". وتعج قائمة الأهداف التاريخية بالعديد من الأسماء أبرزهم الفرنسي فرانك كودرو الذي سدد خلال مباراة بين باستيا ولنس عام 2001 قذيفة من 35 متراً عانقت شباك حارسه وتركت في الملعب وخارجه ذكري لا تُنسي. أما الأرجنتيني فاكوندو كويروجا فترك بصمته الدامغة في الدوري الأرجنتيني عام 2008 خلال مباراة لفريقه ريفر بلايت وراسينج كلوب (3-3) عندما قام بحركة بهلوانية رائعة انتهت بخداع حارس مرمي فريقه وهز الشباك. ولا ننسي هنا الضربة الرأسية الساقطة التي سجل منها عام 1998 "جايمي بولوك" هدفاً في مرمي فريقه مانشستر سيتي ليرسله إلي الدرجة الثالثة ويبقي خصمه كوينز بارك رينجرز في الدرجة الثانية. أهداف حاسمة وكما ذكرنا الأهداف التاريخية كان لابد من التطرق للأهداف التي سُجّلت بالخطأ و كانت لها نتائج بالغة الأهمية.. ومنها هدف لاعب ليفربول سابقاً "جون آرني ريزه" في الدقيقة الأخيرة لمباراة فريقه في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي. وهناك أيضا خطأ الحارس بول روبنسون الذي فاجأته قفزة الكرة في الملعب عندما أعاد إليه المدافع جاري نيفيل الكرة لتدخل الشباك بصورة غريبة وتخسر إنجلترا أمام كرواتيا (0-2) قبل أن تفشل في التأهل إلي نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008. ومنذ أول هدف خاطئ في مرمي فريقه الذي سجله المكسيكي مانويل روزاس في المباراة أمام تشيلي في كأس العالم 1930 في الأوروجواي، إلي هدف البرازيلي فيليبي ميلو في المباراة أمام هولندا في جنوب أفريقيا 2010 (أول هدف برازيلي من هذا النوع في 97 مباراة خاضتها البرازيل في كأس العالم!)، غيرت الأهداف الخاطئة الكثير من المصائر في كأس العالم.. ولا ننسي المصير البائس الذي كانت ينتظر الكولومبي "أندرياس إسكوبار" الذي قُتل بعد عودته إلي بلاده من كأس العالم 1994 في الولاياتالمتحدةالأمريكية. أطرف الأهداف وأخيراً، ولكي نختم الكلام بما يرسم البسمة علي الشفاه، يجدر أن نتذكر مباراة فريق جرينادا أمام نظيره بربادوس في كأس الأمم الكاريبية 1994. ففي هذه المباراة الثالثة في مرحلة المجموعات، كان علي بربادوس الفوز بفارق هدفين علي الأقل لتحصل علي المرتبة الأولي وتتأهل إلي الدور التالي. وكان نظام الدورة ينص علي أن كل مباراة تنتهي بالتعادل تمدَّد ويتم حسمها بالهدف الذهبي الذي يجري احتسابه هدفين. وكان منتخب بربادوس متقدمًا 2-1 قبل ثلاث دقائق من نهاية المباراة. فقرر أن يسجل في مرماه في الدقيقة 87.. من أجل الاحتكام الي الهدف الذهبي. أما فريق جرينادا فكان يستطيع الخسارة بفارق هدف واحد ويحتفظ مع ذلك بالمرتبة الأولي. لذا حاول في الدقائق المتبقية تسجيل هدف في أي من المرميين بغية التأهل! غير أنه لم يفلح في ذلك، فيما نجح فريق بربادوس في تحقيق مبتغاه في الوقت الإضافي، وهو ما دفع المنظمين إلي تغيير القواعد في السنة التالية.