جولة فنية فريدة ترجع بك إلي القرن التاسع عشر قررت دار سوثبي في نيويورك تنظيمها عبر مزادها المقرر في الرابع من نوفمبر المقبل حيث تعرض 82 لوحة من أعمال أهم الفنانين في ذلك القرن وإتاحة الفرصة للمهتمين بأجواء المزادات والمدارس الفنية المختلفة للاستمتاع بتلك الأعمال القيمة. واستعدادا لذلك الحدث قررت سوثبي فتح أبواب معارضها في الفترة ما بين 29 أكتوبر الحالي وحتي 3 نوفمبر أي قبل موعد المزاد بيوم واحد لتفي بوعدها بأخذ الزائرين في جولة تاريخية عبر اللوحات الزيتية. منظمو المزاد قدروا قيمة المعروضات في المجمل بنحو 20 - 30 مليون دولار لما تتضمنه من لوحات نادرة يتجاوز سعر بعضها المليون دولار. " العثور علي موسي " تلك اللوحة دليل آخر علي سحر الحضارة المصرية القديمة التي طالما كانت مصدر إلهام للعديد من الرسامين والشعراء. تلك اللوحة رسمها الفنان البريطاني السير لورانس ألماتاديما وبدأت حكايتها عندما سافر السير لورانس إلي مصر لتلبية دعوة صديقه السير جونس إيرد في نوفمبر 1902 لحضور افتتاح سد أسوان، وكان السير إريد هو مهندس المشروع وكان محبا للفن ولهذا السبب أصر علي حضور صديقه الفنان إلي مصر ومشاهدة الآثار الفرعونية ليستلهم منها فكرة لوحته " العثور علي موسي " ليصور بريشته موكب ملكة فرعونية علي ضفاف النيل ومن خلفها الأهرامات لتكون اللوحة بعد ذلك مصدر إلهام صناع السينما في فيلم كليوباترا والوصايا العشرعلي سبيل المثال. ويؤكد الخبراء أن قيمة اللوحة ستتراوح ما بين 3 - 5 ملايين دولار. ومن اللوحات التي تحمل أيضا لمحات شرقية لوحة " بعد الاستحمام" التي رسمها الفنان جين ليون جيرومي في أواخر القرن ال19 وصور خلالها مجموعة من النساء أثناء تواجدهن في حمام الحريم وقد يصل سعرها إلي 2.5 مليون دولار. كما يسلط المزاد الضوء علي مقتنيات الممثلة الأمريكية ديمي مور حيث تعرض لوحات للبيع من بينها " الأخ والأخت" للفنان وليام بوجوير التي استلهما أثناء رحلته إلي إيطاليا. ونال عنها جائزة روما عام 1850 ساعدت في استكمال دراسته الفنية وجولاته عبر البلاد مثمرة العديد من الأعمال الفنية التي عبرت عن عصر النهضة وتقدر بنحو 1.5 مليون دولار. وكذلك لوحة ألفريد ستيفينز " الأرملة وأطفالها" التي رسمها بطلب من الحكومة البلجيكية عام 1883 يظهر خلالها حزن السيدة علي زوجها وهي تحمل طفلها الرضيع بين يديها وبجانبها طفلتها الكبري تنظر إلي الغروب وتقدر بحوالي 200 ألف دولار. ولم تتمكن سوثبي من إغفال أعمال الفنان الفرنسي لادفيج دويتش المتأثرة بشغفه بالشرق حيث تعرض لوحته " الفحص " التي استطاع خلالها نقل أدق التفاصيل لملامح رجل عربي أثناء حيرته في فحصه عمامة إيرانية أو هندية وكذلك تفاصيل السوق الذي كان يسير به ويتراوح سعرها من 600 إلي 800 ألف دولار. جدير بالذكر أن دويتش قام بزيارة مصر عام 1883 واستطاع بألوانه ومهاراته نقل الحياة اليومية في قاهرة المعز. ومن بين اللوحات المعروضة أيضا بورتريه "الآنسة باتريشا جريس علي البوني" للسير ألفريد جيمس مانينج أثناء رحلتها إلي لونج أيلاند في الولاياتالمتحدة عام 1924 وقد يصل ثمنها إلي 600 ألف دولار. كما يضم المعرض لوحات لفنانين أسبان مثل هيرمان أنجلاداكامارسا ولوحته "فتيات فلينسا" وتقدر قيمتها بنحو 800 ألف دولار. وربما أكثر ما يميز هذا المزاد هو أنه جمع العديد من الأعمال الفنية الرائعة التي استطاعت تجسيد حياة مختلف الشعوب وثقافاتهم خلال قرن واحد فيشعر الزائر وكأنه خلال دقائق معدودة قام بجولة حول العالم.