"عبدالله " و"محمود فرج " شقيقان الأول في الصف الرابع الابتدائي والثاني في الصف الأول الإعدادي يدرسان في مدرسة قرية "رأس رايا" بجنوبسيناء.. حتي الآن الأمر طبيعي. غير الطبيعي أن هذين التلميذين هما الوحيدان اللذان يدرسان بتلك المدرسة التي أنشئت منذ عشر سنوات وتتكون من 6 فصول بخلاف حجرات الأنشطة والمرافق المختلفة بتكلفة 100 ألف جنيه. اللواء محمد عبدالفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء قام بزيارة المدرسة وفوجئ بالوضع وقرر غلقها نهائيا ونقل المدرسين والتجهيزات بها إلي مدارس أخري بمدينة طور سيناء.. كما قرر نقل التلميذين إلي مدرستي الجبيل الابتدائية والإعدادية التي تبعد 2 كيلومتر عن محل إقامتهما ومنحهما مصروف يوميا جنيهين لكل منهما لتشجيعهما علي الاستمرار في الدراسة. قصة المدرسة يحكيها السعيد عرفة مدير إدارة طور سيناء التعليمية ويقول إنها انشئت منذ عشر سنوات بتكلفة 100 ألف جنيه لمساعدة المواطنين علي الاستقرار بقرية رأس رايا وتخفيفًا علي التلاميذ الذين كانوا يقطعون مسافات طويلة للوصول الي اقرب مدرسة لهم بقرية الجبيل. أضاف عند بناء المدرسة كان يوجد بها عدد كبير من تلاميذ القرية ومع النهضة السياحية التي تشهدها المحافظة ترك المواطنون مهنة الصيد ورعي الأغنام وتوجهوا للعمل في مجالات السياحة المختلفة مما دفعهم إلي الانتقال مع أسرهم إلي المدن السياحية وبالتالي نقل أبناؤهم للدراسة بمدارس هذه المدن وظل التلاميذ ينتقلون الي ان وصل العدد إلي تلميذين فقط في المدرسة. قرية رأس الرايا التي تبعد عن مدينة طور سيناء عاصمة محافظة جنوبسيناء لايوجد بها سوي عدد من المنازل يصل 15منزلا بلا أبواب أو شبابيك ومبنية بأحجار تسمي البلوك وأقامتها الدولة للسكان هناك ولكنهم هجروها للإقامة في شرم الشيخ ودهب وخليج نعمة ورأس محمد وغيرها من المناطق السياحية التي تزخر بها محافظة جنوبسيناء.