تضافرت جهود المؤسسة الثقافية الرسمية في ألمانيا لإعادة تمثال «المزارع» الشهير الذي نحته الفنان البلجيكي «كونستنتين مونير» عام 1896 ودفعت فيه حوالي نصف مليون دولار لصالة مزادات كريستي بمشاركة إحدي المؤسسات الخاصة لشرائه.. بعد أن كان مملوكاً لأهم الشخصيات الاقتصادية بألمانيا قبل الحرب العالمية الأولي وتم نهبه في الحرب العالمية الثانية بعد سقوط ألمانيا. واحتفلوا يوم الثلاثاء الماضي بإعادة نصبه في العاصمة برلين، وفي بريطانيا تمكن صندوق للفنون من إعادة لوحة رسمها الفنان «جون جرينهيل» تعود للقرن السابع عشر بيعت عام 1943 في مزاد لجميع مقتنيات عائلة أحد نبلاء بريطانيا. وظلت اللوحة 70 عاماً ضمن ممتلكات خاصة حتي علم المعنيون في بريطانيا أنها ستعرض في مزاد، فسارع المسئولون عن صندوق الفنون لشرائها وتم لهم ذلك واعيد وضعها مرة أخري في صدارة إحدي حجرات قصر العائلة، الذي يعد من المعالم المهمة في بريطانيا. قد يظن البعض أن الأمر يحمل في طياته نوعاً من الرفاهية وأن إنفاق أموال عامة لشراء تمثال أو لوحة هو نوع من التبذير والإسراف. الأمر يتعدي الاهتمام بالتفاصيل وليس من باب اللبن المسكوب الذي يسيل انهاراً في كل اتجاه تاركاً الساحة الفنية في مصر جدباء؛ يتصارع فيها المعنيون علي صناديق المعاشات والعهدة وصناديق مساعدة العاملين بينما يباع الفن المصري في قاعات مزادات عديدة علي مدار العام. ومرة أخري، سوف يقام مزادان لكل من داري «كريستي» و«سوثبي» في دبي الأسبوع القادم ويعرض فيهما عدد من اهم لوحات الفن المصري الحديث مثل «الدراويش» للفنان محمود سعيد وروائع للرواد عبدالهادي الجزار وحامد ندا ومحمود مختار وتحية حليم. ليس المهم كيف خرجت تلك الأعمال أو ما إذا كانت خرجت من مصر بأوراق رسمية تثبت ملكية مقتنيها.. لكن الأهم هو كيف نعيد اللبن المسكوب لجرته؟