«أبوأحمد قاعد بيشتغل في البيت مراته قالت له رايحة لمامتها وأحمد ابنهم هيوصلها بالعربية». قالها: وماله ما هو بقي 18 سنة وطلع رخصة. خرجت أم أحمد وابنها شويه ورن الموبايل. فرد أبوأحمد: ألو.. هيه وصلتوا؟ أحمد عمل حادثة وخبط عربية؟ يا حبيبي يا بني وعربيتي حصل لها حاجة؟ الحمد لله أنتوا واقفين فين؟ طيب جاي لكم حالا. «في مكان الحادث رجل بمناخير طويلة وجلباب أبيض واقف قدام العربية المخبوطة مرتكنا بجسده عليها وعمال يأتت في الولد أحمد». أبومناخير: طبعا لا تحمل رخصة وماشي تخبط عربات الناس. الولد: رخصتي أهه والعربية هي اللي و قفت قدامي مرة واحدة. أبومناخير: ولو.. من أتلف شيئا فعليه إصلاحه. راجل مهذب واقف يقول: بسيطة يا دوب الإكصدام وقع. أبومناخير: أبدًا من أتلف شيئا فعليه إصلاحه. أم أحمد تدافع: ما تزعقش للولد. وصل أبوأحمد فصرخ فيه أبومناخير: شايف عمايل ابنك بص الإكصدام حصل له إيه؟ هل هذا يصح؟ أبوأحمد: لا طبعا ما يصحش وإحنا آسفين.. ومستعد أصلح لك الإكصدام. أبومناخير: غصب عنك لأن من أتلف شيئاً فعليه إصلاحه. يتدخل المهذب: أنا عندي حل. أبوأحمد: حضرتك معاه؟ المهذب: لأ لكن أنا.. أبوأحمد: يبقي مالكش دعوة وروح لحالك. ثم يقول لأبومناخير: بص يا حضرة أنا هركب عربيتي وحضرتك تمشي ورايا لحد ميكانيكي قريب من هنا يعمل اللازم وإحنا واقفين وتبقي مرضي. أبومناخير: ولماذا لا تحضر هذا الميكانيكي بعدته ليصلحها هنا؟ أبوأحمد: النهار دا الحد والورش قافلة دا أنا اترجيته ينزل يفتح الورشة.. أقول له ييجي لحد هنا شايل العدة؟ أبومناخير: ولو هذه مشكلتك أنت ،من أتلف شيئاً فعليه إصلاحه. يتدخل المهذب: ممكن أقول كلمة؟ يصرخ أبوأحمد بعصبية: وأنت مالك تحشر نفسك ليه؟ وتقول أم أحمد: أسأله تصليحها يتكلف كام وادي له اللي يطلبه. أبوأحمد: وأنا مستعد المهم تبقي راضي ومسامح.. عايز كام؟ أبومناخير: أبدا لن تشتريني بأموال الدنيا من أتلف شيئاً.... أبوأحمد: فهمنا دي خلاص. أبومناخير: لابد أن يكون هذا درسا لك ولابنك ولأمثالك من المستهترين لابد أن.. أبوأحمد: أنت هتخطب فيا وتديني محاضرة؟ أبومناخير: نعم هذا واجبي وحقي وحق المجتمع.. وحق ال.. أبوأحمد: شوف بقي.. أنا عمال أكلمك بالذوق وأنت ما عندكش ذوق.. يبقي أعلي ما في خيلك أركبه. أبومناخير: ابنك المخطئ لأنك لم تحسن تربيته وتهددني؟ الولد: يا بابا أنا ماغلطتش الحكاية إن.. أبوأحمد: أنت تخرس خالص. أم أحمد: افهم يا أبوأحمد الراجل أبومناخير دا هو السبب. أبومناخير: سكت الحرمة أنا لا أحادث النسوة. أبوأحمد: خشي العربية يا أم أحمد واقفلي عليكي. «اتلم عليهم الناس اللي ماشية للفرجة وتدخل المهذب تاني». المهذب: يا أخوانا حصل خير. أبومناخير: خير؟ أي خير؟ ويتوسل المهذب لأبوأحمد: لو سمحت تسمعني.. أبوأحمد: يعني هسمع الكروان ياخي؟ لما انت مش معاه واقف وبتتكلم معايا أساسا ليه؟ تتحشر بصفة إيه؟ المهذب بهدوء: أنا صاحب العربية. أبوأحمد: أنت؟ المهذب: أيوه ومش عايز حاجة لأن ابنك ما غلطش أنا اللي فرملت مرة واحدة لإني كنت مستعجل وأنتوا عطلتوني أكتر. أبوأحمد: أمال أبومناخير طويلة دا اللي بيناكف فيا م الصبح يبقي مين؟ المهذب: معرفوش دا واحد معدي بالصدفة ممكن بقي تسيبوني أروح؟ أبوأحمد: وأنا حايشك؟ المهذب: مش شايف أبومناخير قاعد ومربع فوق العربية؟ لو سمحت تقول له يبعد عشان أطلع بيها. أبوأحمد: وأنت خايف تقول ليه: «ثم هامسا» هو بيشتغل إيه؟ المهذب: «هامسا» سألته قال لي إنه عاطل. أبوأحمد لأبومناخير بأدب: ممكن تنزل من علي عربية الراجل عشان يمشي؟ أبومناخير: أبدا مش قبل ما اجيب له حقه، فالحق أحق أن يتبع وأنا لا أرضي بالأوضاع المقلوبة فلو سكت كل منا علي إساءة.. أبوأحمد يخرج الكوريك من شنطة سيارته ويندفع نحو أبومناخير هستيريا: سيبوني عليه محدش يحوشني. قبل أن أنهي هذا الاسكتش ألفت نظر القارئ إلي أنه ليس من تأليفي بل حادثة حقيقة وقعت في أحد شوارعنا وكاد أن ينتهي بخبر في صفحة الحوادث لو لم يكن أولاد الحلال قد كتفوا حركة أبوأحمد واستغل أبومناخير الفرصة فأخرج مطواة من جيب جلبابه وهم أن يغز أبوأحمد في صدره وهنا فقط تدخل راجل يبدو أنه مسئول وله حيثية كان يراقب الموقف فسارع يحتضن أبومناخير قائلاً: والنبي ما تزعل نفسك أنت خسارة في الواغش دول وخسارة في البلد دي كلها. كم من أمثال أبومناخير من العاطلين عن أي عمل يتدخلون للدفاع عنا ونصحنا وإرشادنا بما نفعل دون أي توكيل منا؟ فكر أنت.. أنا أصبحت أخاف من التفكير!