كنوز مصر الحقيقية من عباقرة وعلماء خلف النجوع والأرياف الذين ترعرعوا من أمطارها ومياهها المتدفقة في الجداول تفيض بها القنوات ،والبلابل تغرد علي الأشجار والخير يعم البقاع ، والنخل عالي شامخ محمل بثمره فأبدعوا واخترعوا فكانت الشابة المصريه جيهان مصطفي. نموذج لامرأة لم تتجاوز الثلاثين واختيرت في اليوم العالمي للمرأة كنموذج لاختراعها نموذجا غير تقليدي، وتم عمل فيلم تسجيلي عن مشروعها الصغير بالمنوفية لانتاج التكنولوجيا الوطنية واطلقت نورها لعائلتها الصغيرة التي تشارك كل افرادها في الحب والعمل ، واطلق كل منهم عنانه في مجاله ووفقا لطاقته فأطلق عليها العائلة الالكترونيه. تبدأ جيهان قصتها بالتأكيد انها مجرد ممثل لنجاح الاسرة بالكامل فزوجها هو شعاع الضوء الحقيقي الذي يقوم بالعمل ، حتي اولادها الصغار فهم سندها الاكبر لانهم اسرة تكنولوجية تجتمع علي العمل وحب الابتكارات. تخرجت جيهان في معهد اللاسلكي عام 1998 لتدخل القفص الذهبي الذي غير من مجري حياتها ، فزوجها مهندس واتفقا منذ البداية علي سلك الطرق غير التقليدية بل وغير الممهدة فكانت المغامرة في انشاء مصنع بموطنهم الاصلي وكانت البداية بقرض 12 الف جنيه. كانت البداية شاقة، حيث اختراق مجال الالكترونيات والذي احتاج لسنوات من العمل المتواصل ، حتي نجحوا في تأسيس اول معمل الكتروني لطلبة الهندسة ونجحوا في انشاء اول معمل الكتروني تعليمي للاطفال من سن ست سنوات حتي 15 سنه، وتم تطبيق اول تليفزيون. تعليمي في الوطن العربي واخترعوا جهازاً طبياً تعليمياً. توالت ابداعات الشركة حتي تم تصنيع اول لعبة الكترونية مصغرة في العالم العربي لتعليم الطفل تكنولوجيا المعلومات ، كذلك عدد من الاجهزه التي تخدم اقسام الاتصالات في مراكز التدريب المهني وذلك للتدريب العملي علي كيفية عمل وصيانة التليفزيون وهو مزود بوحدة ارسال التليفزيون المتنقل ، بجانب معمل الكهرباء ومعمل المكعبات الالكترونية وعدد من الدوائر الحساسة للاضاءة والمغناطيس. وتستطرد جيهان ان مصنعها قام بتوريد معامل لمدارس خاصة، ومؤخرا نجحوا في انشاء نادي المخترع الصغير الذي ينمي عقلية الطفل النابغ ويقوم علي تعليم الاطفال في ورش تعليمية جماعية، كذلك شنطة المخترع الصغير التي تحتوي علي مجموعة مكعبات الكترونية. وتكشف جيهان ان الاطفال المصريين يعانون من مشكلة دراسة منهج العلوم بشكل نظري ولذا تم تصميم نموذج تطبيقي لممارسة العلم بأنفسهم بدلا من التخيل ولذا قمنا بجولة في المدارس لتعليمهم معني المعمل. وتواصل: أن الطفل المصري المبدع مهمل بدءا من صعوبة اكتشافه الي كيفية تنمية مواهبه ولكن بالنسبة الينا فمن السهل التقاطه فدائما ما تجده مهتما، باللعب المكسورة وعملية تجميعها وفي الصين تجتمع الاطفال في ورش وتصنع منتجات كاملة مثل الطائرة ويتم منح عائد المبيعات للورش وجزء للطفل لتشجيعه وهذا يعلمه اهمية العمل. وتضيف جيهان: لقد نجحنا ان نصدر منتجاتنا لعدد من الدول قبل ان تري النور في مصر او حتي يعترف بها ومؤخرا وقعنا بروتوكول، مع هيئة بالسعودية وذلك في اطار مبادرة معمل الكتروني لكل طالب ولذا فنحن نمزج المعامل في كل المناهج التعليمية ونضطر في الكثير من الوقت بتعديل بعض المناهج. وعلي الرغم من نجاح مشروع جيهان واسرتها علي المستوي العربي الا ان عملها لا يتوقف للحد الذي يجعلها تسافر يوميا لاكثر من ثلاث ساعات من مسقط رأسها بالمنوفية الي القاهرة للاشراف علي نادي المخترع بجانب تدريب طلبة كلية الهندسة بالمنوفية علي هذه الاختراعات والأجهزة. تتمني جيهان تعميم فكرة المعامل في كل المدارس مصر خاصة الحكومية خاصة مع زيادة الوعي ببعض المدارس الدولية والخاصة، كذلك لابد من استغلال مبادرة اندية العلوم في مراكز الشباب حتي نهتم بالنشء بدلا، من تركهم دون تزويدهم بالتكنولوجيا والتي توفر مئات من فرص العمل بدلا من تركهم متسكعين علي القهاوي ، ولابد من عمل قاعدة لاندية العلوم ويتم تصنيع أجهزة تباع وتحقق ربحاً وعائداً. جيهان قصة نجاح مميزه تستحق الدراسة والثناء والتأثر بها، كما أنها نموذج وفاء كبير يحتذي به.