توقع مساعد وزير الصحة لشئون الصيدلة د. كمال صبرة أن تصدر مصر أدوية السرطان لأوروبا قريباً.. وقال في حوار ل«روزاليوسف» إن سوق الدواء المصري الأكثر حظاً في العالم، ويصل حجم مبيعاته إلي 3 مليارات دولار. واعتبر صبرة أن زيادة المواليد وارتفاع متوسط أعمار المصريين، أحد الأسباب المهمة لرواج صناعة الدواء.. إلي النص.. نريد أن نعرف وضع سوق الدواء المصري علي الخريطة العالمية؟ - يعتبر سوقنا هو الأوفر حظاً بين الأسواق العالمية فقد زاد معدل استهلاك الأدوية بنسبة 18%، وذلك يرجع لعدة أسباب منها ارتفاع متوسط عمر الأفراد وزيادة معدل المواليد بحوالي 2 مليون مولود سنوياً، ولذلك نقدر معدلات الاستثمار في مجال الدواء بنحو 3 مليارات دولار. ما حقيقة تلاعب بعض شركات الدواء في المادة الفعالة لأدوية في ظل غياب الرقابة؟ - سابقاً كان هناك الكثير من الاتهامات مثل التلاعب بالمادة الفعالة لتخفيض السعر، أو وجود أدوية غير مصرح بتناولها لضررها علي صحة الإنسان، إلا أن هذه الاتهامات لم تعد موجودة الآن، فنحن لدينا نظام معين نتعامل به لنضمن عدم حدوث مثل هذه التجاوزات وهو نظام عالمي معترف به، فمثلاً في حالة وجود أدوية ثبت أنها ضارة بصحة الإنسان نقوم بإبلاغ الشركة المصنعة أو المستوردة والموزعين ويتم أيضاً توزيع نشرات علي الصيدليات بمنع تداول مثل هذه الأدوية وبالتالي يتم وقف الدواء وإرجاعه للشركة وتعويض الموزعين والصيدليات وتتحمل الشركة خسارة منتجها وهذا النظام قامت بوضعه منظمة الصحة العالمية ونقوم بمتابعة التنفيذ من خلال البيانات الموجودة لدي وزارة الصحة عن الشركات، والموزعين والصيدليات التي يبلغ عددها نحو 50 ألف صيدلية، أما عن التلاعب بالمادة الفعالة لخفض الأسعار فالصناعة لا علاقة لها بالسعر وقمنا بإغلاق عدد من خطوط الإنتاج في بعض المصانع لعدم مراعاة الجودة من خلال الحملات التفتيشية المنتظمة التي نقوم بها بالاشتراك مع خبراء أجانب علي المصانع وبالتالي كل هذه الادعاءات باطلة وساعدت بعض وسائل الإعلام في نشرها. علي أي أساس يتم تسعير الدواء؟ - توجد لجنة لتسعير الدواء تضم أساتذة متخصصين في الطب والصيدلة والمحاسبة وممثلين لوزارة التجارة والصناعة يقوم وزير الصحة بتعيينهما لتحديد السعر مع وضع هامش ربح للشركة. ومع العلم فإن اتساع حجم السوق وزيادة عدد السكان يخفض سعر الدواء فهناك فرق في استهلاك أي سلعة، ليس فقط الدواء بين دولة عدد سكانها مليوناً نسمة وأخري أكثر من 70 مليون نسمة وكلها عوامل تؤثر في التسعير. ماذا عن أدوية بير السلم؟ - تداول هذه الأدوية يقع تحت جرائم غش الدواء والإضرار بمصلحة المواطن وهناك لجنة يتم إنشاؤها منذ عام ونصف تضم أعضاء من الجمارك والموانئ ووزارتي الصحة والداخلية والنائب العام لضمان اتخاذ الإجراءات بشكل سريع مع مراعاة الدقة إلا أن الأساس في عملية الضبط هو وعي المواطنين وسرعة إبلاغهم عن أي محاولة لغش الدواء. هل هناك بحث علمي في مجال الأدوية؟ - تكلفة اختراع دواء جديد نحو 500 مليون دولار وهذه مبالغ كبيرة وغير متوفرة وهذا ما يعوق عمل الأبحاث العلمية في مصر. وهل هناك استفادة بالخبرات الأوروبية لمصر في مجال تصنيع الدواء؟ - معايير جودة الدواء والتصنيع لا تختلف من بلد لآخر فالدواء خط أحمر لا يجوز التلاعب به واستطعنا مؤخراً العمل بالمعايير الدولية سواء في التصنيع أو الاستيراد والتخزين، كما تمت الاستعانة بمفتشين من الخارج وإرسال بعض المفتشين من مصر في بعثات خارجية للاستفادة من الخبرات، هناك ونجحنا في استقطاب بعض الصيادلة المصريين الذين يعملون بالخارج للاستفادة بهم في مصر وأنشأنا أيضاً مركز اليقظة الدوائية الذي يتتبع الدواء بعد نزوله للأسواق ويرصد الأعراض الجانبية التي تم اكتشافها عنه في أي دولة وتوزيع النشرات بها علي المختصين، إلا أن هناك مشاكل تواجهنا أثناء عملية التطوير وهي الاعتمادات المالية إضافة إلي اعتراض البعض علي هذه التعديلات مع العلم بأن هدفهم ليس الصالح العام، ولكن لمصالحهم الشخصية. ما التعديلات التي تم إجراؤها علي قانون الصيدلة؟ - معظم التعديلات تتعلق بالعقوبات، فالموجود حالياً عقوبات خفيفة تتناسب مع الوقت الذي تم تشريع القانون فيه ( عام 1955) وقتها وأصبحت لا تناسبنا. وهناك أيضاً اشتراطات قديمة يجب تعديلها متعلقة بالصيدليات والمخازن وعربات التوزيع من حيث الحجم والتهوية وذلك للحفاظ علي جودة الدواء لأن سوء التخزين يفسده. كيف يتم ضمان نزاهة لجان التفتيش علي المصانع والصيدليات والمخازن؟ - لدينا فرق تفتيشية متخصصة فهناك متخصصون للتفتيش علي الأدوية ومستحضرات التجميل بالصيدليات وقد تم تدريبهم بأساليب عالمية، حتي أصبحوا ممثلين لمنظمة الصحة العالمية في التفتيش علي المصانع خارج مصر، وفي السابق كان صاحب المصنع يقوم بأخذ المفتش بسيارته الخاصة للقيام بعمله إلا أننا منعنا هذا الأمر ودمجنا الرسوم المقررة للتفتيش بحيث تغطي نفقات خروج المفتشين حتي نضمن عدم التلاعب وقد قمنا بزيادة رواتبهم بنسبة 175% إضافة إلي 300 جنيه من دخل صندوق الصيدلة. حدثنا عن الإنجازات التي تم تحقيقها في قطاع الصيدلة خلال العامين الماضيين؟ - لأول مرة في الشرق الأوسط يتم إنشاء مصنع لإنتاج أدوية السرطان وتتم افتتاحه العام الماضي وسيصدر إنتاجه لأوروبا قريباً ولدينا حالياً 115 مصنعاً لإنتاج الدواء و60 أخري تحت الإنشاء بالإضافة لتفعيل التعاون من الدول الأوروبية لاعتماد الجودة وتحسين دخل العاملين بالتفتيش الدوائي.