اللواء حمدي الحديدي أحد أبطال حرب أكتوبر الذين حملوا أرواحهم علي أكفهم لتحرير أرض الوطن من العدو وكان قائدا لأحد ألوية المشاة ميكانيكي في حرب 1973 وفقد ساقيه أثناء الحرب.. ويقول: استمرت حرب الاستنزاف طوال 3 سنوات استعادت خلالها قواتنا المسلحة قوتها وتدريبات الجنود واستعدادات مكثفة لاسترداد أرض سيناء وألحقت خسائر كبيرة بالجيش الإسرائيلي ومحت من ذهن القادة والضباط المصريين شبح الجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر كما كانت تروج إسرائيل وخط برليف الحصين الذي أنشأته إسرائيل وتم تدميره بما فيه من أسلحة ومعدات وقوات في أول اقتحام لقواتنا لقناة السويس، وكان عنصر المفاجأة من أهم الأسباب لتحقيق نصر أكتوبر، إضافة إلي السرية التامة، حيث لم يعلم قادة الفرق بموعد الحرب سوي يوم 5 أكتوبر، وعلم قادة اللواءات يوم 6 أكتوبر، أما قادة الكتائب فعلموا بموعد الحرب في الساعة 11 قبل ظهر 6 أكتوبر. وعن ظروف إصابته يقول البطل حمدي الحديدي كان ذلك في فجر يوم 18 أكتوبر أثناء تدميرنا الجزء الأكبر من اللواء 190 مدرع الإسرائيلي، حيث أسرنا القائد الإسرائيلي «عساف ياجوري». ويستطرد: استمر اللواء الذي أقوده في قتال العدو حتي أصبت مساء يوم 20 أكتوبر أثناء الاشتباك وبترت ساقي اليمني واليسري قبل وقف إطلاق النار بساعات، ثم تم نقلي لمستشفي القوات المسلحة بالقاهرة ووصلت إليها فاقدًا للوعي وتم علاجي بمعرفة أطباء المستشفي المكلفين وقتها وبذلوا جهدا كبيرا لإعادتي مرة أخري للحياة بعد أن كنت علي وشك الموت وأصبحت هذه الإصابة وسامًا علي صدري أعتز بها طوال حياتي وقد كرمني الرئيس الراحل السادات ومنحني وسام الجمهورية من الطبقة الأولي ونجمة سيناء بسبب بسالة اللواء الذي كنت أقوده في المعركة في مواجهة العدو الإسرائيلي. ويواصل: يوجد أبطال كثيرون غيري أدوا واجبهم علي أكمل وجه وقدموا دماءهم وأرواحهم فداء للوطن في كل الحروب التي خاضتها القوات المسلحة وفي كل حرب ومن كل الطوائف العقائدية ومن بينهم اللواء شفيق متري قائد اللواء مشاة 73 الذي قتل في «الدفرسوار» في منطقة الثغرة وكذلك الرائد الشهيد محمد زرد الذي استشهد بعد عمل بطولي وبعد أن أبلي بلاءً حسنًا في الثغرة. والرائد محمد ضابط باللواء الذي كنت أقوده الذي استشهد بمنطقة شرق الفردان وكان بجانبي وكان ذلك في أواخر أيام الحرب نتيجة إصابته بدانة أطلقتها إحدي الدبابات الإسرائيلية علي موقعنا فأودت بحياته في الحال. ومن الأمور التي لم ينسها اللواء الحديدي هي مقابلتي للقائد الإسرائيلي الأسير «عساف ياجوري» في القاهرة أكثر من مرة الذي اعترف لي في حديثه معي قائلاً: إن من أهم الأسباب الرئيسية للهزيمة التي لحقت بالجيش الإسرائيلي في 73 هي طبيعة الجندي المصري الباسلة التي كانت تجعله يقاتل بكل شجاعة وإقدام وهو يختلف اختلافًا كليا وجزئيا عن الجندي الإسرائيلي.