يمر بنا قطار العمر علي محطات كثيرة فنلتقي بأناس تربطنا بهم صداقات وعلاقات.. معهم نتذوق طعم البدايات بداية الفرح بداية الحلم بداية الحب بداية أشياء كثيرة ولكل منهم احلامه وحياته فينتقي محطات بعينها ويهبط من القطار ويتوالي عدد المغادرين ولكن يبقي هناك دائما شخص يحرص علي صحبة الطريق فيكون صديقاً ورفيقاً حتي آخر العمر.. تلك الكلمات التي استهل بها وليد حديثه عن صديقه سمير. يروي لنا وليد فاروق 33 سنة صحفي تاريخ صداقته بسمير فيقول تعرفت به داخل المدرسة منذ مايقرب من 20 عاما كنا متلازمين في كل شيء في الطريق في سنوات الدراسة حتي في شهر الميلاد، فمن المفارقات أن كلاهما من مواليد شهر يوليو وكلاهما يكره هذا الشهر لما لهما فيه من ذكريات مؤلمة.. يضحك وليد ويقول حتي الذكري لا تخلو من سمير. يضيف سمير حقا لا يشعر الإنسان بقيمة شيء في يده أو أمام عينيه حتي يغيب عنهما هنا يشرع في البحث عنه بشكل لم يعهده في نفسه من قبل وكأنه فقد جزءاً منه هو الأغلي والأقرب لقلبه ذلك مع حدث معه عندما غاب عن حياته فجأة لأداء الخدمة العسكرية عندها شعر بأن جزءًا من حياته صار خاويا لأنها فقط بلا سمير 45 يوما كانت علمته أنه لا يستطيع الحياة بلا صديق حقيقي فسارع إلي منزل سمير واتفق مع والديه أن يصحبهما في أول زيارة له في منطقة التجنيد.. وعندما رأه كأنه مسافر ورده له القدر بعد زمن.. ولايزال يذكر تفاصيل ذلك اللقاء رغم مرور سنوات عليه حيث افتقده كثيراً وكان يحمل إليه الكثير من الكلام بحاجة ان يفضي به إليه.. وعرف بعدها اثره في حياته. أما سمير حسني صبحي 33 سنة فيقول إنه من الصعب أن يصف علاقته بوليد في بضع كلمات فهي سنوات كثيرة مليئة بالاحداث والذكريات والمفارقات الحياة بحلوها ومرها لاتخلو من ذكري له كلمة قالها موقف جريء خاصة في ذلك الموقف الذي رواه وليد مفاجأة أن يجده برفقة أهله لزيارة كان لها أثر كبير في نفسه.. هو حقا كان بحاجة ماسة لرؤيته والحديث إليه فهو شخص لا تمل الحديث إليه إعتادا السخرية معا علي كل شيء فإن لم يجدا شيئاً يسخرا منه سخرا من موقف أو حادثة وقعت لهما. ويؤكد سمير أن حرص وليد علي ان يشاركه اهم الأحداث والمناسبات في حياته وأنه يعده أحد أفراد أسرته اكثر ما أسعده ووطد علاقته بوليد فحينما قرر أن يتقدم لخطبة زوجته الآن وذهب لقراءة الفاتحة مع أهلها كان الحاضرون هم اهل الفتاة ووالديه واخواته وانا فشعرت وقتها بمسئولية ان تكون فردا في اسرة صديقك.. وان ينظر لك الجميع انك من أهله. يتابع وليد الحديث فيقول إنه عندما اعد العدة للزواج كان اسمي يلازمه في كل خطوة يخطوها من شراء الاثاث والملابس واساسيات وكماليات عش الزوجية وعندما انتقل من الحي الذي كان يسكن فيه حي إمبابة ظل يربطه به أمه وأبيه وأخوته وسمير. وعندما سألنا سمير عن أهم سمات وليد فأجاب أنه لايوجد مايسمي مميزات او عيوب صديق فصديقك كيان بمميزاته وعيوبه هو انت وان كان اجمل مافيه انه اجتماعي حريص علي السؤال عن الأصدقاء القدامي والاطمئنان عليهم حتي لو كانوا علي البعد فضلا عن كونه مثقفاً ويتمتع بخفة ظل لا يضاهيه فيها أحد لايجد في صديقه مايستحق التغيير فهو يعجبه بشخصه أيا كان.