لم تكن تهديدات النائب الاخواني مؤمن زعرور نائب التلين بالشرقية بحمل السلاح في الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي سارعت قيادات الجماعة إلي تكذيبها، عملا عشوائيا، وان بدت غير مقصودة أو أسيء فهمها، فما تلا التصريحات بايام يؤكد بوضوح نية الجماعة في ارتكاب أعمال عنف خلال الانتخابات المقبلة أو علي الاقل ارهاب المشاركين في العملية الانتخابية بما يتعارض مع ابسط مبادئ المشاركة السياسية في دولة مدنية. كخطوة تالية جاءت دعوة د. سعد عمارة أحد قيادات الجماعة بدمياط ومرشحها علي مقعد فئات بدمياط، إلي الخروج الجماعي يوم الانتخابات في جماعات من جانب جميع القوي الوطنية، لتشي بأن الجماعة تخطط لما هو ابعد من اجراء انتخابات، وربما كانت تسعي لإثارة حالة من الفوضي في الشارع المصري. دعوة للخروج عمارة دعا للخروج الجماعي أمام مقار اللجان الانتخابية حتي انتهاء عملية التصويت، ثم ينتقل الرجال إلي لجان الفرز بعشرات الآلاف، ولا ينصرفون حتي يتم إعلان النتيجة، وأضاف : ليعتبر الجميع أنه يضحي ب24 ساعة من وقته من أجل نفسه، ومن أجل مصر،مشيرا إلي ان النتائج التي ستترتب علي هذه الوقفة لو تمت حتي بنسبة 30% هذه المرة ستكون قفزة كبيرة، وأوضح أن نجاح هذه الخطوة سيكون رسالة قوية للدولة مفادها أن الشعب استرد وعيه، وتكون هذه بداية تغيير حقيقية يمكن البناء عليها، خاصة أن العملية الانتخابية تجري في يوم واحد. حشد البلطجية بالتزامن مع ذلك دعا شباب الجماعة لعرض مقترحات عبر منتدياتهم علي الانترنت، وتقديمها لقيادة الإخوان لبحثها وتطبيقها يوم الانتخابات لمواجهة التزوير، ومنها توفير عدد كاف من شباب الجماعة أصحاب اللياقة البدنية العالية في كل لجنة، وحشد كامل الصف الداخلي من عامل ومنتسب ومؤيد ومحب بالإضافة إلي ما يمكن حشده من الدوائر القريبة . عندما واجهنا د.حلمي الجزار مسئول المكتب الاداري للجماعة في محافظة 6 اكتوبر بسؤال عن نية الجماعة قبل المبيتة من الآن، قال ان لكل فرد أو جماعة الحق في التصرف بالطريقة التي يراها مناسبة ولا تتعارض مع القانون، واضاف لو ان احدا لديه طرق اخري لمواجهة التزوير لاتبعناها، معترفا بان الدولة قوية وانها لا تخشي مثل هذه التهديدات. نية مبيته للعنف اللواء سامح سيف اليزل الخبير الامني توقع اندلاع أعمال العنف خلال الانتخابات المقبلة من قبل عناصر الجماعة المحظورة قائلا ان الجماعة عندما تصرح بشيء تفعله، وهذه التهديدات وغيرها لابد ان تؤخذ علي محمل الجد من قبل الدولة، وفي المقابل طالب الجماعة بان تقبل التحدي الديمقراطي من خلال المنافسة المفتوحة واذا اختارهم الشعب كانت له الكلمة الأولي. اشار سيف اليزل إلي ان العنف الذي ارتكبه الإخوان في السابق سواء تاريخيا أو في الانتخابات الماضية لم يعد له قيمة، مطالبا الجميع بالعمل من اجل مصلحة الوطن وليس ضدها. ضعف موقف في الوقت الذي اكد فيه اللواء فؤاد علام وكيل جهاز امن الدولة السابق لجوء الجماعة المحظورة إلي العنف في مرات سابقة، فانه اكد عدم قدرتها علي تنفيذ التهديدات التي توعدت بها قياداتها، مشيرا إلي ان الجماعة تحاول من خلال هذه التهديدات إثارة عواطف الجماهير علي امل ان تساندها، لكنه اكد ثقته في قدرة الدولة علي السيطرة علي مثل هذه الدعاوي الفوضوية. ولفت علام إلي ان سبب صدور هذه التصريحات راجع إلي ضعف موقف الجماعة في الانتخابات المقبلة وتأكد قياداتها من ذلك، الأمر الذي ارجعه إلي عدة أسباب يأتي في مقدمتها اداء النواب الإخوان في الدورة الماضية للمجلس والذي لم يرق حسب تعبيره إلي مستوي توقعات الناخبين، إضافة إلي ميلهم المتكرر للعنف والذي كشفته احداث ميليشيا جامعة الازهر وغيرها من الوقائع، يضاف إلي ذلك بحسب ما ذكره علام سعي الحزب الوطني حتي هذه اللحظة لان يكون مرشحوه علي مستوي القدرة علي المنافسة مع باقي القوي والاحزاب المعارضة.