يعتبر الكاتب المسرحي البريطاني الشهير برنارد شو «1856-1950» إحدي أساطير الأدب الكلاسيكي في العالم وربما الأكثر موهبة علي الإطلاق إلا أن حياته تبدو غير واضحة للكثيرين وهي الحياة المليئة بالأسرار والغرائب وهو ما يظهر جليا من خلال كتابات العديد من المهتمين بالتأريخ للسير الذاتية لكبار الأدباء في الفترة الأخيرة حيث تم كشف النقاب عن العديد من خبايا الحياة الشخصية علي غرار الكتاب الذي نتناوله في هذا العرض وهو "الملاكم المحترف والكاتب المسرحي: جيني توني وبرنارد شو وهو كتاب يتناول صداقات الكاتب الكبير بكبار نجوم لعبة الملاكمة وعشقه لها. الملاكم جيني توني كان من أشهر الملاكمين في فترة العشرينات في الوزن الخفيف والمتوسط وكشف ابنه جاي توني مؤلف الكتاب عن عشق برنارد شو للملاكمة التي كانت سببا في الصداقة الحميمة بين والده والكاتب الكبير، الغريب أن الفارق العمري بين برنارد شو وجيني توني كان كبيرا يصل إلي أربعين عاما إلا أن عشق الملاكم لكتابات شو وعشق شو للملاكمة أزال الحواجز بينهما. ابن الملاكم عرض في كتابه صورا نادرة تجمع والده ببرنارد شو خلال اجتماعات العائلتين اللذين في الغالب كانا يجتمعان مع صديق مميز آخر وهو فرانكلين فورسبيرج سفير السويد في الولاياتالمتحدة خلال تلك الفترة، ويعد برنارد شو واحدا من أعظم مفكري الغرب حيث اجتازت شهرته حدود بلاده بسبب تعليقاته اللاذعة وفلسفته وتقديره لنبي الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم . وولد صاحب «بيوت الأرامل» في ايرلندا عام 1856 ومن أهم مؤلفاته علي الإطلاق "محمد عند علماء الغرب-الإسلام في ضوء التشيع" وكان المثل الاعلي للشخصية الدينية عنده هو النبي محمد وبلغ به الاعجاب أن حاول أن يكتب مسرحية عن محمد صلي الله عليه وسلم. وقد تردد برنارد شو كثيرا في قبول جائزة نوبل حين عرضت عليه عام 1925 ولكنه قبلها أخيرا وقال "إن وطني إيرلندا سيقبل هذه الجائزة بسرور ولكنني لاأستطيع قبول قيمتها المادية " وتبرع بقيمة الجائزة لتأسيس مؤسسة تشجع نشر أعمال كبار مؤلفي بلاد الشمال إلي اللغة الإنجليزية. وينتمي شو لطبقة متوسطة واضطر لترك المدرسة في الخامسة عشرة ليعمل موظفاً وكان والده مدمنا علي الكحول مما شكل لدي برناردشو ردة فعل حيث امتنع عن شرب الخمر طول حياته وكان نباتيا لا يأكل اللحم إطلاقاً حيث كان يقول الحيوانات أصدقائي وأنا لا آكل أصدقائي ولم يسلم أحد من سخريته مهما كانت مكانته وعمره وجنسه.