من برامج رمضان التي تركت أثرًا في المشاهد المصري، تلك البرامج التي تميزت بالإسقاطات علي المجتمع السياسي والخدمات التي تؤديها أجهزة الحكومات للشعب، وكذلك تلك البرامج التي كشفت عن سذاجة بالغة لدي المواطنين في الشارع المصري، الذين اختارهم مخرج البرنامج اختيارًا متوافقًا مع الهدف من ذلك المحتوي الذي يؤديه برنامج شعبي في شهر رمضان الكريم. وبالقطع فإن تسمية هذا البرنامج (بالكاميرا الظاهرة) أي أنه لا توجد مشاهد تتم دون معرفة الضيف بأنه تحت كاميرات تليفزيونية سوف تنقل لقاءه علي المشاهدين ولكي يشهدوا علي سذاجة منقطعة النظير، وبالقطع هذه البرامج إذا حاولوا تقديمها كل عام سوف تنجح، لأن التلقائية التي تتعامل بها الآلة الإعلامية مع مواطنين في الشارع المصري تحتمل كل شيء ممكن ولا يمكن تطبيق المثل القائل لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، نعم يلدغ المواطن من برنامج عشرات المرات، دون تعلم ودون عظة!! ولكن الشيء الذي شدني أكثر، هو تلك البرامج التي تعرضت لرجال الأعمال ووصفتهم أوصاف شبه حقيقية علي البعض المنحرف من هذه الفئة من المصريين وإن كان لكل طائفة في الوطن عيوبها ومميزاتها إلا أن التركيز علي العيوب، بجانب أنها تصحح من الأوضاع قليلاً إلا أنها تلقي بظلال من الريبة والشك وعدم الاحترام لهذه الطائفة المهمة في حياتنا الاقتصادية حيث المنهج الاقتصادي المصري يعتمد علي القطاع الخاص في قيادته للتنمية في البلاد. وعلي سبيل المثال هذا البرنامج الكاريكاتيري الذي قدمه السيد (إبراهيم أبو حفيظة) وهو يمثل (المذيع الأهطل) وهو الحمد لله لا وجود له بصورة واسعة في وسط مذيعينا، قدم عدة حلقات من (التريقة) علي رجال الأعمال حينما كان يسأل علي وجه الشبه بين الدجاج ورجال الأعمال. ويجيب هو بقفشات عن وجه الشبه بطريقة ساخرة تقترب من الواقع علي البعض كما ذكرت، ويثير من الضحك الحزن الشديد علي الواقع. كما أن برنامج نشرة أخبار (الفراخ) الدجاج من القاهرة والناس، وأيضا القفشات علي الأحداث وأهمها رجال الأعمال وتعرضهم لتلك القفشات تدفع للضحك وكذلك للسخرية من الأوضاع القائمة. إن ظاهرة استخدام (الفراخ) في الإعلام هذا العام اعتقد أنها تحتاج لاتساع استخداماتها لتشمل جميع الحيوانات والطيور والحشرات في رمضان المقبل، حيث الفرخة أصبحت (قديمة)!! «وياما غدًا» نشوف العجب في شهر من المفترض أن نحتفي به دينيًا وثقافيًا ونزيد من إنتاجية أعمالنا في شتي مجالات الحياة!!