في الوقت الذي تفرغ فيه توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق لجمع الملايين، تناولت الصحف البريطانية أخبارا حول الفقر الذي بدأ يعصف بالمملكة المتحدة. حيث ذكرت مجلة «لوبوان» الفرنسية أن بلير تمكن من جمع ثروة بلغت قيمتها 16 مليون يورو منذ أن أجبر علي ترك منصبه في عام 2007 بسبب مشاركته في الحرب الأمريكية علي العراق. وأضافت الصحيفة: إن بلير تمكن من جمع هذه الثروة نظير المحاضرات التي ألقاها والمذكرات والكتب التي أصدرها ليحتل بذلك المركز الأول علي قائمة أكثر السياسيين السابقين تحقيقا للأرباح في الأعوام الثلاثة الأخيرة. وعلي الرغم من أن الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون جمع ثروة بلغت 32 مليون يورو إلا أنه استغرق في جمعها 9 سنوات كاملة. في الوقت ذاته، تناولت صحيفة ال"تلجراف" البريطانية خفض الانفاق الحكومي البريطاني من زاوية "الانفاق العسكري". وأكدت الصحيفة أن عشرات الآلاف من الجنود والبحارة والطيارين قد يطردون من الخدمة بعد أن وجدت الحكومة أنه السبيل الأفضل والأكثر فعالية لتوفير المال. وأضافت الصحيفة: إن الحكومة تعمل علي مراجعة الإنفاق العسكري، مما سيؤدي إلي خفض كبير في حجم الجيش، وأيضا في عدد الدبابات والآليات المسلحة، إضافة إلي احتمال أن يطلب من الجنود في أفغانستان أن يبقوا لفترات أطول هناك، وأن تقل فترات الراحة بين مهمة وأخري. كما اشار مقال آخر في الصحيفة ذاتها إلي تأثير تسريح آخر لموظفين حكوميين، هم رجال الشرطة، علي الأمن في فترة أعياد الميلاد نهاية العام الجاري. من جانبه، أكد فينس كيبل وزير الأعمال البريطاني أن الحكومة تعتزم المضي قدما في خطة بيع هيئة البريد الملكي، بعد أن أشار تقرير مستقل إلي أن التوقعات الخاصة بوضع الهيئة قد ازدادت سوءا. وقال الوزير البريطاني في تصريح له أمس، إن الهيئة تواجه مزيجا من التحديات المحتملة والخطيرة من تراجع كميات الطرود والخطابات وانخفاض الاستثمارات والافتقار إلي الكفاءات فضلا عن مشكلات المعاشات. أما صحيفة ال"جارديان" فقد اهتمت بالوضع الاقتصادي الداخلي، وسلطت الضوء علي تقرير صادر عن "مؤتمر اتحادات التجارة"، وهي مجموعة نقابية، يعتبر أن تأثير خطط الحكومة البريطانية لمخفض الانفاق سيكون علي الفقراء أكبر منه علي الاغنياء بعشرة أضعاف. ويري التقرير أن خفض الانفاق في مجالات الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والتعليمية سيكون وقعه مؤلماً علي العائلات الفقيرة في بريطانيا. وأفادت أرقام صادرة عن جمعية خيرية تسمي "المأوي" بأن الفقراء يزدادون فقرا في بريطانيا، حيث يتوقع أن يعاني حوالي 45 ألف طفل في بريطانيا من المزيد من الفقر نظرا للخفض في مزايا الاسكان.