أمس مرت الذكري التاسعة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر التي وقعت في مدينتي نيويوركوواشنطن الأمريكيتين التي راح ضحيتها ما يربو علي ثلاثة آلاف شخص من الأبرياء. ومنذ ذلك التاريخ تغيرت خريطة العالم وأصبحت الولاياتالمتحدة هي بمثابة «الحاكم بأمره» في مختلف دول العالم وبخاصة فيما يعرف بالدول النامية أو دول العالم الثالث وبخاصة الإسلامية وذلك بدعوي القضاء علي التطرف في العالم وهو ما حدث بالفعل في أفغانستان والعراق والأراضي الفلسطينية المحتلة وما تلوح به في الأفق بتهديد إيران وسوريا وغيرهما. لم ينجح بوش الأب في حملته المزعومة التي كان الغرض الأساسي منها فرض الهيمنة الأمريكية علي العالم بل حدث العكس وانقلب العالم وبخاصة أوروبا ضد السياسات الأمريكية التي تكيل بمكيالين ولاسيما فيما يخص القضية الفلسطينية، وللأسف ظهرت أصوات داخل أمريكا أكثر إرهابا مثل اليمين الأمريكي والمحافظون الجدد وغيرهما كما افتقد العالم للعلاقات الإنسانية التي كانت سائدة قبل هذه الأحداث. وفي هذا الصدد نشرت صحيفة «النيوزويك» مقالاً للكاتب فريد زكريا في 4 سبتمبر الجاري يتساءل فيه: هل يمكن لأي شخص أن يشك في أن القاعدة لا تمثل تهديداً بعد مرور تسع سنوات علي أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ حيث يوضح أنه منذ ذلك اليوم بدأت الحكومات في كل مكان تتخذ مزيداً من الإجراءات المضادة لأي هجوم فلم تتمكن شبكة أسامة بن لادن من شن هجوم واحد علي أهداف ذات قيمة في الولاياتالمتحدة أو أوروبا وأصبح أكبر أهدافها هو العثور علي الشباب المضطرب عبر الإنترنت وتعليمهم كيفية إخفاء المتفجرات في ملابسهم. ويوضح كاتب المقال أنه بذلك لا يقلل من أهداف القاعدة التي تتصف بالهمجية بل إنه يتساءل عن إمكاناتها وقدراتها مضيفا أنه في كل صراع في العصر الحديث كانت الولاياتالمتحدة قادرة علي التحقق من نوايا خصومها الشريرة ولكن علي نحو مبالغ في الثمانينيات ظنت أن الاتحاد السوفيتي يوسع من قدراته ونفوذه بينما كان علي وشك الإفلاس الاقتصادي والسياسي وفي التسعينيات ظنت أن صدام حسين يمتلك ترسانة نووية بينما كانت مصانعه تصنع الصابون بالكاد واعتبر الكاتب أن الخطأ في هذه المرة كان أكثر تدميراً حيث كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر صدمة للأمريكيين وللنظام الأمريكي وكنتيجة لذلك فقد بالغت واشنطن في رد فعلها. فمنذ ذلك التاريخ قامت حكومة الولاياتالمتحدة بإنشاء وإعادة تكوين ما لا يقل عن 263 منظمة لمعالجة جوانب تتعلق بالحرب ضد الإرهاب كما رفعت ما يتم انفاقه علي المعلومات الاستخباراتية بنسبة 250% فوصل الإنفاق عليها إلي 75 مليار دولار إلي جانب ذلك أسست 33 مجمعا جديدا خاصا بالعمليات الاستخباراتية وعينت 30.000 شخص للتنصت علي المكالمات الهاتفية وغيرها من الاتصالات في الولاياتالمتحدة. واعتبر الكاتب أن مثل هذه الأخطاء قد تكون مقبولة إلا أن الإعلاء من شأن حالة الأمن القومي قد أدي إلي توسيع صلاحيات الحكومة التي أصبحت تمس كل جانب من جوانب الحياة الأمريكية. وأضاف الكاتب أن «المحافظون» قلقون بشأن تنامي قوة الدول وأنهي مقاله بعبارة لجيمس ميديسون الرئيس الرابع للولايات المتحدة يقول فيها «ما من أمة يمكن الحفاظ علي حريتها في خضم الحرب المستمرة». تلك الحقائق هي محصلة ما حدث في العالم بعد مرور تسع سنوات علي أحداث ذلك اليوم الذي دفع ومازال يدفع الآلاف من الأبرياء ثمنه في مختلف أنحاء العالم. تلغرافات: • إلي الشعب المصري بأسره: كل عام وأنتم جميعا بخير والوطن بسلام بعيدا عن أي مهاترات تحدث هنا أو هناك وإن شاء الله نجد حلا سريعا لمشكلاتنا ونعثر علي لوحة الخشخاش وتبقي حكومتنا الرشيدة.. رشيدة إلي الأبد. • إلي فلتة عصره وزمانه: كابتن مصر والنادي الأهلي وإن شاء قريبا يصبح كابتن ريال مدريد أو برشلونة.. الكابتن الخلوق عماد متعب أرجوك لا تنس أن الإعلام والإعلاميين الذين توعدتهم بالضرب «بالجزمة» هم من عرفونا بشخص مجهول اسمه عماد متعب. الأخلاق يا كابتن. • إلي القائمين علي موقع نادي الزمالك الإلكتروني: الإعلام أخلاق.. والرياضة أخلاق.. والمنافسة الشريفة مبنية علي الأخلاق وعليكم أن تختاروا الألفاظ التي تصفون بها الفرق المنافسة أو قياداتها «أقصد الأهلي» لأننا في الأول والآخر نهدف إلي تربية أجيال جديدة علي مبدأ الاحترام المتبادل بين الجميع. إلي الكابتن حسن شحاتة ورفاقه: لا تحزن مش المهم النتائج.. المهم التمثيل المشرف.