وصف نائب رئيس حزب الوفد محمد سرحان الإجراءات التي يدعو إليها رئيس حزبه د. السيد البدوي بأنها ستضر بالوفد بعد أن اكتسب زخماً إعلامياً كبيراً خلال الفترة الماضية بما يؤهله - أي الحزب - لملء الساحة السياسية داخل الشارع المصري كأكبر قوة معارضة. وأوضح سرحان أن دفعه ببطلان الإجراءات التي يدعو إليها البدوي حول تعديل اللائحة يأتي من زاوية أن المكتب التنفيذي للحزب هو المنوط بإعداد جدول أعمال الجمعية العمومية والتي رفضت جدول الأعمال المقدم من البدوي. إلي أي مدي وصلت الأزمة بينكم وبين د. السيد البدوي رئيس الحزب؟ - هناك حالة من عدم الرضا علي ما يطرحه البدوي خاصة أن التوقيت غير مناسب ويضر بما اكتسبه الحزب من شعبية كبيرة رغم أن الأمل معقود علي الوفد أن يشغل الساحة السياسية كأكبر قوة معارضة ويقصي جماعة الإخوان «المحظورة» جانباً. كما أن إصرار البدوي علي اقحام هذه التعديلات علي اللائحة خلال انعقاد «العمومية» القادمة ثم مفاجئتنا به خلال اجتماع 30 أغسطس الماضي حينما عرض جدول الأعمال علي المكتب التنفيذي وكان الاجتماع مخصصًا للنظر في أمر العمومية للتصويت حول قرار المشاركة بالانتخابات البرلمانية أم لا، لكنه فاجأنا بما يطرحه من تعديلات لا تتسبب سوي في «لخبطة» نظام الحزب. أليس من حقه أن يطلب ذلك وفقاً للائحة الحزب؟ - نعم من حقه ذلك وفقاً لنص المادة «45» لكن يجب أن ترفق مع الدعوة جدول أعمال وإلا تكون باطلة، كما أن المادة 26 من اللائحة تنص علي أن هيئة المكتب هي التي تعد جدول أعمال الهيئة الوفدية والجمعية العمومية لكننا وافقنا بنسبة «6 :4» علي جدول أعمال الجمعية العادية ورفضنا جدول أعمال «العمومية» غير العادية وكان من بين من رفض هذا الجدول منير فخري عبد النور وياسين تاج الدين ود. إجلال رأفت ورمزي زقلمة وسامح مكرم عبيد بجانب اعتراضي الشخصي علي هذا الجدول وبالتالي فإن جدول الأعمال مرفوض فلا يحق للبدوي أن يتمسك بجدول الأعمال الذي دعا إليه. وبماذا تبررون رفضكم لما يطالب به رئيس الحزب؟ - الرفض كان لأسباب كثيرة أهمها أن التوقيت غير مناسب خاصة أن الحزب اكتسب حالة من الحراك بعد انتخابات رئاسته، كما أن مرشحيه للانتخابات البرلمانية يجوبون المحافظات استعداداً للانتخابات، فضلاً عن أن هذه التعديلات ستوجد خلافات لأنها لا تمثل إلا ضرباً للقواعد داخل الحزب، خاصة أن البدوي يرغب في تشكيل اتحادات مهنية داخل الوفد بحيث تضم عضويات من خارج الحزب، ووافقنا علي أن يكون ذلك من خلال اللجان النوعية وأن يعرض الأشخاص الجدد علي هيئة المكتب لكنه لا يريد ذلك فهو يرغب أن ينضم من يشاء دون أن نعرف عنه شيئاً وبالتالي فإن هذا يمثل جمعية عمومية موازية للجمعية القائمة بالفعل. لكنه طرح أشياء جيدة نادي بها في برنامجه الانتخابي منها محاسبة رئيس الحزب سنوياً؟ - هذه المقترحات لا تمثل سوي «ضحك علي الدقون» كما أنها مقترحات مظهرية وليست عملية، بجانب أن انتخاب هيئة المكتب كل عام يجعل هناك خلافات داخل الهيئة العليا ويفتت عضدها فضلاً عن ضعف هيئة المكتب في هذه الحالة وهذا ليس من دواعي استقرار الحزب. هل تقصد أنه يريد السيطرة علي مقاليد الأمور من خلال هذه التعديلات؟ - نعم حتي إن فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب والقريب من البدوي الذي كان من بين من وافقوا علي جدول الأعمال الذي قدمه اعترض علي انتخاب هيئة المكتب كل عام فاللائحة الداخلية هي دستور الحزب ولا يمكن تعديلها بين يوم وليلة وأن يقرر رئيس الحزب برؤية ديكتاتورية ما يريد ويريدنا أن نوافق علي ما يقول هل هذه هي الديمقراطية؟ وعلي ماذا تراهنون في إجهاض ما يسعي إليه البدوي؟ - بعد أن فشلت الجلسة التي كانت قد جمعت البدوي مع منير فخري عبدالنور السكرتير العام نراهن بعد انكشاف حقيقة الأمور أمام الرأي العام الوفدي علي إرادة الوفديين ومدي وعيهم بأن ينحازوا نحو ما يحافظ علي دستور الحزب واستقراره. وكيف سيكون الوضع في حالة إقرار هذه التعديلات؟ - سيمثل ذلك إساءة كبيرة لتاريخ الوفد وهذا لن يحدث نظرا لوعي أبناء الحزب بخطورة هذا الوضع فنحن الحزب الوحيد الذي أجري انتخابات رئاسة له سقط فيها رئيسه الذي لم يكن يأخذ قراراً إلا بعد التشاور حوله حتي لا يكون هناك انفراد لرئيس الحزب بالسلطة فيه. وبماذا تفسر رغبة البدوي الملحة في تمسكه بما يطرحه؟ - البدوي «مش صابر» حتي يتم إجراء انتخابات الهيئة العليا في موعدها وكان له أن يطرح تعديلاته من خلالها، لكنه غير قادر علي الممارسة السياسية مع هيئة عليا قوية ومكتب تنفيذي قوي ويريد إقصاء أصحاب الفكر والرأي لذا فإن ما يحدث يذكرني بديكتاتورية د. نعمان جمعة رئيس الحزب السابق وإن كان أقل حدة. وهل حقا هددتم رئيس الحزب بسحب الثقة منه إذا لم يرضخ لكم؟ - هذا غير صحيح فنحن لا ندعو إلي سحب الثقة منه، لكننا كنا نتمني أن يتشاور معنا، ورغم أن هذا هو ما تسمح به اللائحة لكننا لا نطالب بذلك فالبدوي هو رئيس الوفد ل«4» سنوات «علي عينا وراسنا»، لكن لا يمكن تغيير الأمور بين ليلة وضحاها.