مبدئياً، وبقول قاطع لا لبس فيه، أدين تماماً نشر صور السيدة ليلي ابنة الدكتور محمد البرادعي بالمايوه في العدد الأخير من جريدة الفجر، وأري أن هذا عمل غير أخلاقي تماماً، ولا يجوز، ولابد من انتقاده.. ورفضه.. بل وأجده عبثاً غير مقبول يجب الضرب علي يد من فعله ولومه. أختلف تماماً مع الدكتور البرادعي وبالصدفة أذاعت قناة القاهرة والناس مساء يوم السبت حلقة لي في برنامج طوني خليفة كنت أقول فيها كلاماً يؤكد الاختلاف، وانتقادي لممارسته السياسية بطريقة وقت الفراغ «لكن» الاختلاف لا يعني أبداً قبول إقحام ابنته وصورها في هذه المسائل السياسية.. هذا مرة أخري عمل غير أخلاقي وغير مقبول ومرفوض تماماً. لكن لابد من الإشارة إلي مجموعة من الملاحظات المهمة في هذا الموضوع: أولاً: قرأت رسالة إخبارية علي خدمة الإم بي سي التليفونية تقول نقلاً عن البرادعي: إنه يتهم فيها السلطات المصرية بالسعي إلي تشويه صورته عبر نشر صور لابنته بلباس البحر علي موقع الفيس بوك. وهذا كلام غريب من الدكتور البرادعي، وأجد فيه أنه هو نفسه بهذا الكلام إنما يقحم ابنته في الأمور السياسية، ويستخدمها هو دون أن يكون قد قصد ذلك، لعل هذا حسن نية منه، ثم إن هذه السلطات لا يمكن لها أن تلجأ إلي ذلك الأسلوب ببساطة، لأنه لم يعرف عنها هذا، والأهم لأن صور ابنة البرادعي موجودة علي الفيس بوك باختيار ابنة البرادعي منذ زمن بعيد.. وتاريخ وضعها لصفحتها وتاريخ تحميل الصور معروف. ثانيا: المسئول عن نشر صور ابنة البرادعي هو السيدة ليلي نفسها، ولمن لا يعرف فإن موقع الفيس بوك له مواصفات محددة.. يكون فيها الشخص هو صاحب قرار النشر عن نفسه وعن معلوماته وعن أنشطته، ويكون له أن يقرر من الذي يري شئونه ومن الذي لا يري تلك الشئون.. وفق قواعد تحديد الخصوصية.. التي يوفرها الموقع. بمعني أوضح أن الذي يضع هذه الصور العائلية علي الموقع هو صاحبها.. خصوصاً أنها صور شخصية جدا.. وفيها صور لاحتفال حضره الدكتور البرادعي مع ابنته.. وصورها مع أصدقائها.. وصورها علي البحر بالمايوه.. وغير ذلك.. ومن حقها أن تقرر من الذي يمكن له أن يطالع هذا.. هل يكون جميع الناس.. أم أصدقاؤها.. أم الشبكة التي تنتمي إليها.. أم أصدقاء أصدقائها.. ومن العادي جدا في موقع الفيس بوك أن تجد شخصا قد أغلق صفحته علي نفسه هو وأصدقائه.. ويمكن له أيضاً أن يشكل مجموعة لا يدخلها إلا بضعة أشخاص مهما حاول الآخرون. وبالفعل فإن صفحة ليلي البرادعي التي كتبت فيها عن أنها (لادينية) مغلقة الآن بعد النشر في جريدة الفجر ولا يمكن لأحد أن يدخلها إلا إذا هي وافقت، ولابد أن الدكتور محمد البرادعي الذي وظف موقع الفيس بوك لجمع التوقيعات لنفسه يعرف هذا الكلام.. ويعرف القواعد.. وإلا ما كان قد استخدم الفيس بوك سياسياً. لقد وصلتني تلك الصور منذ أسبوعين عن طريق أحد المستخدمين علي موقع الفيس بوك وأهملتها للأسباب الأخلاقية المنشورة أعلاه.. وقد لفت نظري أن هناك تعليقات عديدة ترفض هذا الأسلوب.. خاصة أن التي نشرت الصور هي إحدي صديقات بنت البرادعي.. وهي تقول إنها تفعل ذلك بسبب اختلافها مع ليلي.. وقد انتقدها المستخدمون ورأوا في ذلك قلة أصل وخسة.. ومعهم حق في ذلك. النقطة الثالثة هنا تعود بي مجدداً إلي انتقادات ثابتة أعلنها بشكل متكرر حول أداء صحف مثل الفجر، تلك الصحيفة التي تأخذها الشهوة فلا تراعي أي أمور أخلاقية في أي وقت.. وقد نشرت من قبل صورة للمؤخرة العارية لمستشارة ألمانيا ميركل..وأدنت هذا وقتها.. وأضرب به أمثلة متكررة حول ذلك الأداء المتدني أخلاقيا ومهنيا. مرة جديدة: البرادعي هو الذي قرر أن يتواجد علي الساحة السياسية.. وابنته لا علاقة لها بذلك.. وسوف تبقي هكذا إلا إذا اقحمت نفسها في السياسة.. ومن ثم فإن أي شخص يتعامل مع هذا الموضوع عليه أن يحترم خصوصية عائلة البرادعي.. ولا يقترب من شئون أسرته.. وبالتالي أدين مجدداً وأشجب تماماً نشر صور ابنته في العدد الأخير من جريدة الفجر. اقرا ايضا مقال عبدالله كمال فى الصفحه الاولى : الادانه السياسيه لنواب العلاج الموقع الإلكترونى : www.abkamal.net البريد الإلكترونى : [email protected]