أكدت مصادر دبلوماسية في واشنطن أن جلسات التفاوض المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ستعقد في شرم الشيخ والعقبة وواشنطنوالقدس كل أسبوعين مشيرة إلي أن المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشل سيتابع بشكل مباشر ما يحدث في اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية لوضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تفاصيلها. ومن جانبه اعتبر صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية أن أهم ما خرج من لقاءات واشنطن هو التأكيد علي أن الوقت للقرارات وليس للمفاوضات قائلاً إن نتانياهو أراد 12 لجنة من أجل إضاعة الوقت ولكن لن تكون هناك لجان وإنما اتخاذ قرارات مما يعني أن المفاوضات ستنطلق من النقطة التي وصلت عندها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق «ايهود أولمرت». وكشف عريقات أنه تم الاتفاق علي جدول أعمال المفاوضات ويشمل القدس والحدود واللاجئين والمستوطنات والمياه والأمن والمعتقلين علي أن يكون ذلك في إطار سقف زمني مدته 12 شهرًا مؤكدًا أن الوقت ليس وقت مفاوضين ولكن قرارات بشأن المبادئ الخاصة بالوضع النهائي لكل القضايا وعندما يتفق القادة علي المبادئ في اتفاق الإطار تبدأ مجموعات المفاوضين بالعمل علي وضع الاتفاق التفصيلي منوهًا إلي أن السلطة الفلسطينية لديها «14» لجنة بعضوية «227» خبيرًا فلسطينيًا. وأضاف عريقات: لذلك اتفقنا علي أن الأساس سيكون لقاءات بمعدل كل أسبوعين بين القادة تتخللها اجتماعات بيني وبين المحامي الإسرائيلي أسحق مونخو من أجل التحضير لتلك اللقاءات. وأعلن عريقات أن اجتماعًا للجنة الرباعية الدولية مع لجنة المتابعة بمبادرة السلام الغربية سيعقد هذا الشهر في نيويورك علي هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة بشأن تقييم الوضع. وبينما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن تفاؤله لسير المحادثات التي أجراها في واشنطن، شكك أقطاب في الساحة الحزبية الإسرائيلية في فرص التوصل إلي اتفاق سلام. وأفادت صحيفة معاريف أن الإدارة الأمريكية طلبت من نتانياهر مواصلة تجميد البناء في المستوطنات حتي نهاية العام الحالي مضيفة أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أوضحت لنتانياهو أنه لا يمكنه الادعاء بأن الثمن السياسي الذي سيدفعه مقابل ذلك باهظ وقالت له «لا يمكنك الحفاظ علي رصيدك السياسي علي حساب الرصيد السياسي لعباس لأنه في هذه الحالة لن تجد شريكًا حيث إن الوضع الفلسطيني الداخلي لن يسمح لعباس بمواصلة المفاوضات مما سيؤدي إلي انهيارها وذكرت الصحيفة أن نتانياهو رد «بأنه يريد معرفة المقابل الذي سيحصل عليه من واشنطن إذا وافق علي طلبها لأنه من شأنه أن يخفف ضغط اليمين عليه. وأكد قطب في حزب «كاديما» المعارض النائب مئير شطريت إن احتمالات أن تؤدي المفاوضات الحالية إلي سلام «ضئيلة للغاية» مستبعدًا أن تقدم الحكومة الإسرائيلية الحالية علي دفع ثمن السلام وحذر من فكرة طرح أي اتفاق قد يتم التوصل إليه في استفتاء عام في مجتمع معرض للشرخ مثل المجتمع الإسرائيلي. ووصف كبير المعلقين في «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنباع ما كان في واشنطن بأنها مسرحية أعدها وأخرجها الرئيس الأمريكي باراك أوباما واعتبر أن المطلوب من الأمريكيين ايجاد معادلة لتجاوز عقبة 25سبتمبر موعد انتهاء فترة تعليق البناء في المستوطنات لأنه من دون حل ستكون قمة واشنطن العرض الأخير للمسرحية. وأضاف أن الاختلاف الجوهري بين المفاوضات الحالية والتي سبقتها في حجم التدخل الأمريكي حيث كان في المرات السابقة تدخل الأمريكيين في المراحل الأخيرة أما هذه المرة سيكون التدخل من البداية وسيبقون حول الطاولة حتي النهاية ومن جانبها حذرت كلينتون من أن محادثات السلام في الشرق الأوسط التي انطلقت في واشنطن مؤخرًا قد تكون «الفرصة الأخيرة لفترة طويلة» لتسوية النزاع. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية في مقابلة مشتركة مع التليفزيون الفلسطيني والقناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي إنه ليست هناك «خطة بديلة» إذا فشلت المفاوضات وأبدت أسفها تجاه ما وصفته بأن «قوي التدمير والقوي السلبية في الجانبين تكتسب قوة» محذرة من أن الوقت ينفد سريعًا أمام الإسرائيليين والفلسطينيين لتحقيق السلام والأمن. وأيضًا من جانبه اعتبر عمرو موسي أمين عام الجامعة العربية أن المفاوضات الحالية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني هي المفاوضات النهائية متسائلاً في الوقت نفسه عما إذا كانت إسرائيل مستعدة فعلاً لتوقيع «سلام حقيقي».