اشتهرت العديد من الشخصيات الأسطورية الكارتونية في الأدب الانجليزي وتحول أغلبها الي أسطورة وحققت نجاحًا سينمائيا كبيرًا حتي أنها أصبحت من الشخصيات الشعبية مثل "طرزان" و"كوزيت" الطفلة الشهيرة في رواية فكتور هوغو المعروفة "البؤساء" و"الليدي تشاترلي" و"سكارلت اوهارا" التي اخترعتها مرجريت ميتشل في روايتها الشهيرة "ذهب مع الريح" و"زورو" و"لوليتا" و"جيمس بوند"، الخ. ولهذه الشخصيات أصل ومعني لا يعرفه الكثيرون ، فقد قام مجموعة من الأدباء المعروفين في عالم الرواية والشعر والنقد بتأليف كتاب "قاموس الشخصيات الشعبية في الأدب " وتشرف عليه الباحثتان ستيفاني ديليستري وماعاز ديزانتي. ايمانا منهم بأن الشخصيات الشعبية في الأدب ليست أقل شهرة من الشخصيات التاريخية الحقيقية. وعن شخصية "كوزيت" تقول الكاتبة البلجيكية الشهيرة "ايميلي نوتومب" ان "البؤساء" هي "قصة كوزيت"، القصة المؤلمة للطفل الضحية، والبراءة التي يتم اغتيالها. إنها القصة المثيرة لطفلة صغيرة شهيدة استطاع هوجو من خلالها أن يبث لدي القارئ الإحساس أن "كوزيت" هي أكثر من شخصية روائية، بل إنها فتاة يمكن أن يصادفها في زاوية أي شارع أو منعطف أي طريق. و"فتاة" أخري، أبدعها فلاديمير نابوكوف هي "لوليتا" في روايته الشهيرة "لوليتا" التي صدرت عام 1955.ويري الكاتب ميشير شنادير أن "لوليتا" ليست شخصية روائية بل هي "سم وهي نوع من الصيغة السحرية التي يحاول علي أساسها بطل الرواية هومبير هومبير- أن يلتهم الكيان الذي لن يمتلكه أبدا بل يصبح هو نفسه ملكا له. أما "طرزان" هو أحد الشخصيات الشعبية في الأدب يكتب عنه الأديب الإفريقي "الان مابانكو" أنه تعرف علي مدي تأثير شخصية "بطل الغابات" من حكاية جرت في الحي الذي كان يسكن فيه بمدينة "بوانت نوار" في الكونغو برازافيل حيث كان أحد الفتيان قد أطلق علي نفسه تسمية "طرزان". لكنه لم يمتلك من شخصية "طرزان" سوي عضلاته المفتولة إذ كان كل مرة يريد فيها الانتقال من شجرة إلي أخري علي الطريقة الطرزانية كان يسقط علي الأرض وينتهي فيه الحال إلي المستشفي. وتكتب الروائية الفرنسية "كاترين ميليه" عن شخصيةأخري شهيرة في الأدب هي "الليدي تشارتلي" وهي كانت مجرد فتاة جميلة بسيطة، والتي لم تكن لها أية معركة في الحياة أبعد من أن تعيش لحظات سعيدة عابرة دون أي بحث عن السيطرة أو الانتصار لقضية. وفي خضم النظريات والإيديولوجيات وحركات النضال عن صفوف المرأة اكتسبت هذه الشخصية "البسيطة والمباشرة" شعبية كبيرة.وعبر الخوض في "مصائر" الشخصيات الشعبية في الأدب العالمي. لقد تركت هذه الشخصيات بصمات "مختلفة" علي عصرهم وعلي السلف، واحتفظوا بمكانة متميزة في المخيلة الإنسانية وأصبحوا "مشاهير إلي درجة أنه يكفي ذكر أسمائهم للدلالة علي مضمون الأفكار التي مثلوها.