الصوم والصلاة وقراءة القرآن أركان أساسية خلال أيام رمضان المباركة، ولكن حتي يتقنها الإنسان لا بد له من وسيلة يشحذ بها همته ويزيد بها عزيمته، ولكل فئة طريقتها في التزود بالهمة العالية في هذا الشهر وفقا لمدي انجذابهم إليها، ولكون الشباب أكثر الفئات التي تهتم بها المؤسسات الدينية والمجتمعية، كان لا بد من التعرف خلالهم عن الطريقة التي يزيدون بها رصيدهم خلال الشهر الفضيل، وأكثر الوسائل التي تستهويهم دينيا في هذا الشهر. في البداية يقول احمد عبدالعزيز 23عاماً: رغم إن الأجواء في رمضان من حولي تهيئ لي الدخول في حالة روحانية خاصة، فإلي جانب الصوم عن الشهوات والمعاصي وإلي جانب الصلاة بخشوعها وقراءة القرآن بتدبر والمسارعة إلي فعل الطاعات لكسب الحسنات من صلة رحم وصدقات، لابد أن تكون هناك كتب دينية أقرأها . ويستطرد قائلا: لقد بدأت تلك العادة معي منذ العام الماضي حين قرأت كتاب الصفقات رابحة للدكتور خالد ابو شادي، الأمر الذي شجعني وجعلني أنوي هذا العام أن أقرأ كتاب "ليلة بين الجنة والنار" لنفس الكتاب وهو كتاب يتحدث عن الجنة والنار بطريقة رائعة وجذابة، المهم من هذا كله أن أقرأ شيئاً يرقق قلبي و يقربني من حب الله وطاعته. أما برنامج أحمد خلال رمضان فلا يخلو من مشاهدة برامج لشيوخ بعينهم كما يستغل أحمد الإنترنت في التقرب من الله كما حدث معه العام الماضي حين كان يتابع "راديو صوتكم" علي شبكة الإنترنت في فترة ما بعد القيام وحتي الفجر ويقول عنه "كان يبث برامج وأدعية جميلة"، أحمد أيضا يواظب علي حضور دروس دينية خلال الشهر الكريم في جوامع مثل السيدة زينب حيث درس الشيخ خالد ابوشادي وجامع يوسف الصحابي . الجدول لا يختلف كثيرا عند مني إبراهيم التي تحضر حاليا الماجستير بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، والتي تحرص إلي جانب إنهاء القرآن الكريم مرتين أو ثلاث خلال شهر رمضان علي قراءة كتب اللغة العربية التي تتناول الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم كنوع من التوفيق بين دراستها وعبادتها، كذلك تحرص علي قراءة الكتب المتعلقة بفقه العبادات مثل كتاب "فقه السنة للأئمة الأربعة، وكتب السيرة وقصص الأنبياء . ولا يخلو الأمر من مشاهدة بعض البرامج الدينية التليفزيونية، والذهاب إلي المساجد المحيطة بمنزلها كي تحضر دروساً دينية خاصة في مسجد عمرو بن العاص . أما أكرم سامي الطالب بالسنة الرابعة في كلية الإعلام فقال: ظروف تدريبي خلال رمضان إلي جانب الصيام والصلاة لم تدع لي وقتاً للقراءة ولكن هذا لم يمنعني من متابعة الشيوخ الذين أحبهم علي شاشة التليفزيون في برامجهم . أما سارة عادل ذات ال20 عاماً فتصف البرامج الدينية التليفزيوينة بأنها لا فائدة منها وأنها مضيعة للوقت وتعلل ذلك بقولها " الشيوخ يخطئون فيها. وتضيف سارة انها تكون في حالة اشتياق شديد لرمضان لما تقوم به خلال العام من ذنوب تتطلع للتخلص منها خلال الشهر الفضيل، ومع أذان المغرب وابتهالات الشيخ النقشبندي تبدأ حالة روحانية خاصة جدا تدعمها بقراءة بعض الكتب الفقهية الأمر ذاته مع هبة عادل ذات ال26 ربيعاً، هي مهندسة اتصالات تفضل قراءة الكتب الدينية مثل كتب الفقه والسيرة النبوية والكتب التي تتحدث عن زوجات الرسول صلي الله عليه وسلم، وإلي جانب ذلك تفضل مشاهدة القنوات الدينية. علي العكس رانيا حسين 19 عاماً فهي لا تحب القراءة لذا تفضل متابعة البرامج التليفزيونية خلال الشهر الكريم، وتقول أنها بدأت قبل رمضان بشهرين في البحث عن المواقع الدينية وتحرص علي الإستماع الي إذاعة القرآن الكريم طوال نهار رمضان لتتعرف علي أبرز الأحكام الدينية وتستمتع إلي آيات الذكر الحكيم. أما أحمد إبراهيم ذو ال 20 عاماً فيدعم معرفته الدينية خلال الشهر الكريم بقراءة كتاب"الإسلام يشرق من الغرب" لإبراهيم السمري الذي يقول عنه: انه كتاب جديد وجميل قرأت منه جزءاً ورأيت انه من الأفضل أن أكمله في رمضان. فيما يقول احمد حسني: أحاول التقليل من التليفزيون قدر استطاعتي كما نغلق قنوات الأغاني نهائيا، واهتم بدروس المسجد عقب استراحة التراويح، وعلي الإنترنت أتابع المواقع الأخبارية التي تخصص جزءاً منها لتقديم معلومات دينية كما أحرص علي قراءة كتب التفسير لأمعن النظر في القرآن الكريم لانه من المفترض ان افهم كل كلمة وليس ان اردد كلمات وحسب .