افتي أستاذ بالدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح بن غانم السدلان أن من يصم ولديه عذر في الإفطار فإنه مخالف للشريعة الإسلامية والسنة النبوية، وقال في فتواه التي تناقلتها الصحف السعودية:"إن من الأمور المعلومة من دين الإسلام أن فيه السماحة واليسر والتخفيف علي العباد، والله تعالي يقول: "لايكلف الله نفسا إلا وسعها"، ويقول: "ولايكلف الله نفسا إلا ما آتها"، ويقول عز وجل في موضع آخر: "يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا"، والآيات والأحاديث كثيرة، فمحل الشاهد في الآيات والأحاديث كلها التيسير والتخفيف عند الشدة". واستطرد قائلا : "يؤيد كلامي هذا القاعدة الشرعية إذا ضاق الأمر اتسع وإذا اتسع ضاق"، مشيرا إلي أن شرائع الله يجب أن تؤدي بعيدا عن التكلف والتنطع، والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين"، مؤكدا أن الله لا يشق علي المسلم في العبادات إذا فتح له باب التيسير، فالله يحب أن تؤتي رخصه كما يكره أن تترك عزائمه. واعتبر السدلان المجتهدين بإجبار أنفسهم علي الصيام مع وجود الرخصة لهم بالمجتهدين الخاطئين، مبينا أن بعض كبار السن والمرضي يرهقون أنفسهم بالصيام ويوجدون مشقة قد تضر بصحتهم، والله تعالي يقول: «ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة»، مضيفا «كثير ممن يجبرون أنفسهم علي الصيام يتضررون صحيا وبدنيا ويرهقون أنفسهم، وقد يدفعون أطباءهم إلي صرف أدوية إضافية حتي تعينهم علي الصيام مع أنها قد تضر صحتهم وبالتالي تحصل لهم مضاعفات، مشددا علي أن ما يفعلونه مخالف للشريعة الإسلامية والسنة النبوية وهو فعل خاطئ. وطالب السدلان الأشخاص الذين يقومون بذلك بالتوبة واستعمال الرخصة حتي يسلموا من المشقة والتعب؛ لأن البدن ملك لله وليس للإنسان والحفظ عليه من الضرورات التي نادي الشرع بها. وبين السدلان أن طاعة الأطباء يدخل في دائرة طاعة ولي الأمر في مثل هذه الحالات قال تعالي: «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» مؤكدا أن الطبيب أدري بحالة الإنسان وطاعته لازمة حفاظا علي صحته وبدنه.