لن يصمت المعارضون الحاليون لنظام ولاية الفقيه الإيراني علي تلك الجريمة التي تصنف طبقاً لجميع المعايير الدولية.. علي اعتبار أنها جريمة ضد الإنسانية، ومن الواضح أنهم سوف يتقدمون لمحكمة العدل الدولية بعد تفويض أسر الضحايا لهم لدعم مستنداتهم ضد بعض قادة الدولة الفارسية.. والتي ما زال بعضهم يتولي مناصب عليا في نظامها القائم. التاريخ.. لا يرحم!. هذا المثل هو ما ينطبق علي التقرير الذي نشر مؤخراً حول قيام إيران سنة 1988 بتعليمات من آية الله الخميني مرشد الثورة الإيرانية بإعدام جميع المعتقلين السياسيين في السجون بتهمة التعاون مع منظمة مجاهدي خلق والتيارات اليسارية المعارضة، ولقد بلغ عددهم طبقاً لتقدير منظمة العفو الدولية حوالي 2500 معارض.. تم دفنهم في مقابر جماعية. إنه نظام (ولاية الفقيه) الذي يظهر بين الحين والآخر دمويته، كما تظهر مخططاته الاستعمارية من خلال السياسة الخارجية للنظام الإيراني الذي يلعب العديد من الأدوار السلبية في المنطقة العربية.. وهو ما يمكن رصده من خلال (القلق) الإيراني من أي تقارب سوري - تركي - أمريكي.. قد يؤدي إلي فتح الملف السوري - الإسرائيلي بعيداً عن الهيمنة الإيرانية، ومدي ارتباط ذلك بحركة حماس بعد تكرار فشل حوار الفصائل الفلسطينية من جهة، والتبعية السياسية لحزب الله لإيران من جهة أخري!. إن تفجير قضية إبادة المعارضين للنظام الإيراني هو زيادة سلبية في رصيد النظام الإيراني أمام المجتمع الدولي بعد أن أصبحت إيران.. تمثل الآن أحد العناصر الأساسية في أزمات العلاقات الدولية. وبعد أن تحول الشرق الأوسط إلي أحد الأهداف الاستراتيجية في توجهات إيران المعلنة وغير المعلنة.. خاصة في ظل وجود وكلاء لها في منطقتنا العربية سواء كانوا جماعات علي غرار حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين أو من خلال بعض الكتاب من أصحاب التوجه الإسلامي العروبي في العلن، والإيراني الفارسي في الخفاء. علي مستوي السياسة الخارجية، تهدف إيران إلي أن يكون لها دور سياسي ورئيسي في القضايا العربية، وهو الدور الذي تتوسع فيه إيران من خلال محاولة إبراز دورها الإقليمي من جانب، والعالمي من جانب آخر.. رغم كل التحديات الدولية لرفض أي دور لها كلاعب رئيسي في السياسة الخارجية. لم تنجح إيران في أن تكون اللاعب الرئيسي في المنطقة، بل أصبحت بعد جريمة الإبادة الجماعية للمعارضين لثورتها في موقف لا تحسد عليه وربما يكون تفجير هذه القضية هو المرتكز الدولي لاتخاذ قرارات وعقوبات دولية أكثر صرامة ضد نظام ولاية الفقيه الإيراني. تري، كيف سيكون موقف البعض من كتابنا.. المحسوبين علي إيران فكرياً وسياسياً.. لتبرير قيام إيران بهذا التجاوز ضد الإنسانية؟، وكيف سيكون مبررهم أمام الرأي العام المصري؟. لقد جاوزت تصرفات إيران المدي علي جميع المستويات السياسية والإنسانية.. وهو ما سيكون له ردود أفعال دولية لا يمكن توقعها أو توقع تداعايتها وتبعياتها.