يسأل مواطن ويقول : هل يجب علي أن أوقظ زوجتي لصلاة الفجر؟ خاصة أنني أتعب في إيقاظها لثقل نومها؟ هل إيقاظها واجب بحيث أأثم لو لم أوقظها أم هو أمر مستحب فقط؟ ويجيب الشيخ علي أبو الحسن رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقا قائلا: إن صلاة الفجر من الصلوات المكتوبة التي تلزم كل رب بيت الحفاظ عليها بين جميع افراد الأسرة فلا يكفيه نفسه في الأداء ، والرجل منذ لحظة زواجه بالمرأة أصبح مسئولا عنها وعن حفظها ، ومن ثم فإن الزوج يجب عليه أن يحفظ علي زوجته عرضها ودينها وكل ما من شأنه الصيانة والحفظ. والحفاظ علي دين الزوجة أمر حرصت عليه شريعة الإسلام فلم تجز زواج المسلمة من كتابي وجعلت زواجها فقط من مسلم حتي تصون دينها وتأمن أداء فرائضها وصلواتها، ويجب علي الزوج المسلم في صلاة الفجر أن يوقظ زوجته للصلاة ، وأن يحرص علي أدائها كل الصلوات انطلاقا من مسئوليته عنها. فمسئولية الزوج عن قيام زوجته للصلوات ومنها صلاة الفجر أمر ثابت في كتاب الله لقوله تعالي: " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَي" وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «رحم الله امرءاً قام من الليل فصلي ثم أيقظ أهله فإن أبت نضح في وجهها الماء ، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلّت ثم أيقظت زوجها فإن أبي نضحت في وجهه الماء". وصلاة الفجر مثل بقية الصلوات لكنها أهم من غيرها حيث اهتم بها كتاب الله فقال تعالي:".. وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً"، كما أقسم الله بوقتها فقال: «والفجر وليال عشر»، وقال تعالي: «أقم الصلاة لدلوك الشمس إلي غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً». وعلي الزوج أن يراعي التلطف مع زوجته في الإيقاظ، ولابد من وسائل الترغيب والترهيب ، فالإسلام أجاز للرجل ان ينصح اولا ثم يهجر ثم يضرب حتي في أمر الصلاة لأنه مسئول عنها. وعند أوقات الصلاة علي الزوج أن يري زوجته من نفسه الهمة في الاقدام علي الصلاة، ولابد من المداومة علي التنبيه والوعظ بشكل مستمر لها حتي تنتبه الزوجة لأهمية الصلاة علي وقتها لاسيما في الفجر والعشاء لأن التكاسل عنهما سمة المنافقين. ولا يجوز أن يتعلل الزوج بأن نوم زوجته عميق فلا يمكنه ايقاظها لصلاة الفجر، حيث إن عليه ذنباً لو لم يوقظها عند حضور الصلاة ، فإذا رفضت الزوجة الايقاظ تعتبر عاقة، ومع ذلك يستمر الزوج الأيام كلها في إيقاظ زوجته لصلاة الفجر، فإن استمرت الزوجة بالامتناع عن الصلاة عمدا لا كذبا تعتبر طالقاً.