هذا هو اليوم الذي تنتهي فيه فترة التجميد الجزئي للبناء الاستيطاني التي سبق أن أعلنها نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو يوم كاشف لمستقبل المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ففيه سوف يتضح إذا ما كان نتانياهو سيمدد هذا التجميد الجزئي للاستيطان ولو حتي بدون إعلان أم سينهي هذا التجميد الجزئي وتبدأ حكومته في تنفيذ مشروعات البناء الاستيطاني التي سبق أن أرجأتها سواء في القدسالشرقية أو باقي الضفة الغربية. لقد أعلنت السلطة الفلسطينية وأبلغت كل من يعنيهم الأمر أنها لن تستطيع الاستمرار في المفاوضات المباشرة إذا لم يتم تمديد التجميد الجزئي للاستيطان، وأعلن أكثر من مسئول فيها أنها تترقب هذا اليوم لتري ماذا سوف يفعل نتانياهو، هل سيختار السلام أم الاستيطان؟ علي ضوء هذا الاختيار ستحدد السلطة الفلسطينية خطوتها القادمة التي لن تكون الاستمرار في هذه المفاوضات.. وهكذا سيكون يوم 26 سبتمبر المقبل يومًا غير عادي، لأنه سيتحدد فيه مستقبل المفاوضات المباشرة التي سيتم إطلاقها يوم 2 سبتمبر ولا شك أن واشنطن تدرك ذلك جيدًا.. وما دامت قد بذلت جهودًا حثيثة من أجل حث الفلسطينيين والإسرائيليين علي الذهاب إلي المفاوضات المباشرة، فإنها سوف تبذل جهودًا من أجل استمرار هذه المفاوضات حتي تحقق نتائجها المرجوة.. أي أنها سوف تسعي لدي حكومة نتانياهو من أجل استمرار هذا التجميد الجزئي للاستيطان ولو شكليا وحتي بدون إعلان.. وفي رسالته التي بعث بها أوباما إلي أبومازن قال يحث الفلسطينيين علي الذهاب للمفاوضات المباشرة إن ذلك سوف يمكن واشنطن من بذل جهد من أجل استمرار التجميد الجزئي للاستيطان أما الرباعية الدولية فإن بيانها الجديد الذي دعا الفلسطينيين للذهاب للمفاوضات المباشرة رغم عدم إشارته إلي ضرورة تجميد الاستيطان فإنه تضمن تأكيدًا علي كل بياناتها السابقة ومن بينها بيان مارس في موسكو الذي يطالب الإسرائيليين بوقف البناء الاستيطاني، وهذا يعني أن ثمة تفهما لدي الرباعية لهذا الأمر وأهميته بالنسبة للفلسطينيين. أي أن كل الأطراف المعنية والتي دعت الفلسطينيين إلي المفاوضات المباشرة تدرك ضرورة استمرار تجميد الاستيطان من أجل استمرار هذه المفاوضات ولا شك أن إدارة أوباما التي حددت 2 سبتمبر موعدًا لإطلاق هذه المفاوضات سيكون محرجا لها توقف هذه المفاوضات بعد نحو ثلاثة أسابيع فقط من عمرها، ولذلك سوف تبذل جهودًا لمنع ذلك، وثمة أخبار متناثرة هنا وهناك تتحدث عن اتفاق أمريكي- إسرائيلي علي استمرار التجميد الجزئي للاستيطان طوال فترة المفاوضات دون أن يضطر نتانياهو لإعلان ذلك حتي لا يثير ضده شركاءه الأكثر يمينية في الحكومة. ولكن إذا لم تكن هذه الأخبار التي تم تسريبها لتشجيع الفلسطينيين علي الذهاب للمفاوضات المباشرة فإن ذلك معناه أن واشنطن أقدمت بإطلاق هذه المفاوضات علي مغامرة كبيرة لأن ثلاثة أسابيع ربما لا تكون كافية لإقناع نتانياهو باستمرار التجميد الجزئي للمفاوضات ولو سرًا.. أما الاحتمال الآخر والأخطر فهو أن تكون واشنطن قد خططت لممارسة مزيد من الضغوط علي أبومازن للاستمرار في التفاوض في ظل الاستمرار في الاستيطان.