شهدت مدينة شبين القناطر جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها سيدة في العقد السادس من عمرها. نتيجة لكرمها الزائد ورفضها انضمام ابن شقيقها لصفوف المدمنين. البداية بلاغ تلقاه اللواء محمد الفخراني مدير أمن القليوبية من أهالي قرية «كفر الدير» مركز شبين القناطر بعثورهم علي رواية محمد عبد الحليم «57 سنة» ربة منزل مصابة بكسور في انحاء متفرقة ورأسها مهشمة تماماً. كلف اللواء محمود يسري مدير المباحث بسرعة كشف ملابسات الحادث ومعرفة الجاني.. استهدف فريق البحث كشف علاقات المجني عليها بالجيران وأقاربها والاستعانة بخبراء الأدلة الجنائية لرفع البصمات من موقع الحادث وزادت القضية غموضاً بسبب عدم وجود أي بصمات لأشخاص بموقع الحادث. وبسؤال جيران المجني عليها عن كيفية قضاء يومها أكد بعضهم أن تلك السيدة كانت تعيش بمفردها ومداومة علي صلاة الفجر يومياً ويوم الحادث توجهت إحدي الجيران إلي منزلها لتتوجها سوياً إلي المسجد للصلاة وطرقت باب المنزل عدة مرات فلم تجب المجني عليها فظنت أنها قد نامت فتوجهت السيدة بمفردها لصلاة الفجر وعندما حان وقت صلاة الظهر عاودت السيدة النداء علي المجني عليها إلا أنها لم تستجب قامت بالاستعانة بالجيران وقاموا بكسر باب منزلها ووجدوا جميع محتوياته سليمة وغير مبعثرة ولكنها لم تكن موجودة بالمنزل فتوجهوا إلي سطح المنزل لتكن المفاجأة المجني عليها ملقاة علي ظهرها وعبارة عن جثة هامدة وسط بركة من الدماء والمجني عليها ترتدي جميع ملابسها ورأسها مهشمة. وعن سمعة المجني عليها أكد جميع الجيران أنها تتمتع بسمعة طيبة بين الجيران وأنها محبوبة من الجميع ولا يوجد لها أي خلافات مع الجيران وكانت تساعد المحتاجين وتقف بجوارهم. وبدأت خيوط الجريمة تتجمع أمام رجال المباحث عندما أظهر تقرير الطب الشرعي أن الوفاة نتيجة سقوط جسم صلب علي رأسها فأدي إلي وفاتها في الحال وكانت المفاجأة الأكبر أن بجوار المنزل المجاور لمنزل القتيلة هو منزل شقيقها «يوسف» والذي تربطه بشقيقته المجني عليها علاقة طيبة وبسؤاله عند مدي معرفته بالحادث أكد أنه علم من الجيران بالحادث عندما سمع صراخهم بوجود شقيقته مقتولة أعلي سطح منزلها وأنه لا يعلم من ارتكب الواقعة لأن شقيقته محبوبة من الجميع ولا يوجد لها أي عداءات مع أحد. وتبين لضباط المباحث اختفاء نجل شقيقها في كل مرة يتوجهون فيها إلي المنطقة لإجراء التحقيقات فتم استدعاؤه، وتبين أنه يدعي محمد يوسف عبدالحليم 25 سنة عامل بالأجر اليومي في المسلح وبسؤاله عن معرفته بالقتيلة أكد أنها عمته وتربطه بها علاقة حميمة حتي أنه يعتبرها في منزلة والدته لأنها كانت تحبه وعند اختفائه من مسرح الجريمة عندما يتوجه ضباط المباحث للتحقيق أكد أنه يكون في العمل ولا يهرب من أي شيء وبتضيق الخناق عليه بأنه شوهد مع المجني عليه قبل الحادث بيوم وأنها نهرته أمام الجميع اعترف بارتكابه للجريمة فتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق وأمام النيابة العامة اعترف المتهم تفصيلاً بارتكابه للجريمة مؤكداً أنه نادم تماماً علي ارتكابه الجريمة لأن عمته - هذه المجني عليها - قلما يوجد مثلها في الوجود فقد كانت له بمثابة الحبيبة والأم والصديقة فقد كنت لا أجد ضالتي إلا عندها ولا احتفظ بسر ولا أبوح به إلا لها ولكن دائمة الاحتفاظ بالسر وسكت المتهم قليلاً لأن عينيه ترقرقت بالدموع وبسؤاله عن بكائه أكد أنه تذكر موقف المجني عليها الأخير له عندما ساعدته بإعطائه بعض الأموال لتسديد دين عليه وليلة الجريمة توجهت إلي منزل القتيلة لكي أخذ منها بعض الأموال لشراء المخدرات ولأنها قد عرفت مؤخراً أنني أشرب المخدرات فرفضت وقامت بنهري وطردي وهذا ما جعلني اشطاط غيظا منها وأفكر في التخلص منها لكي أقوم بسرقتها. فانتهزت فرصة وجودها بمفردها أعلي سطح منزلها لكي تقوم بوضع الطعام للطيور فصعدت منزلنا الذي يعلوها بحوالي 12 متراً تقريباً وأخذت حجراً كبيراً وقمت بإلقائه فوق رأسها وتأكدت من أنها سقطت وسط بركة من الدماء وبعدها توجهت إلي منزلها للتأكد من موتها تماماً وعندما تأكدت أخذت أبحث عن أموالها وأخذت منها بعضها حتي لا يعلم أحد أن الجريمة بدافع السرقة وبعدها فوجئت برجل المباحث يلقون القبض علي ولم أكن أعلم يوماً أنني سأكون خلف القضبان أقضي عقوبة السجن في سيدة قامت بمساعدتي ووقفت بجواري وكانت توعدني بأنها ستقوم باختيار زوجة لي وكانت تعطف علي كثيراً فأنا استاهل حكماً رادعاً حتي أكون عبرة لكل إنسان وأنا أيضا ضحية المخدرات التي لعبت برأسي وجعلتني أفكر في قتل من لها الفضل في جعلي رجلاً بين الناس.