يبدو أن الاتجاه نحو المسلمين، ونحو أحقيتهم في بناء مركز إسلامي يضم مسجداً بالقرب من أنقاض برجي مركز التجارة العالمي اللذين انهارا خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر ستكون من الموضوعات التي سيشتد النقاش حولها في الانتخابات الرئاسية القادمة، والتي بدأت الاستقطابات الحزبية في الظهور.. وكانت في أشدها تجاه هذه القضية. وقد استغل الرئيس الأمريكي حفل الإفطار الذي أقامه البيت الأبيض أمس الأول (علي النحو الذي أشارت إليه الأهرام بالأمس) ليخرج فيه عن صمته تجاه قضية مسجد نيويورك حيث أعلن دعمه لبناء مركز إسلامي يضم مسجدا بالقرب من موقع أنقاض برجي مركز التجارة العالمي الذي دمر في هجمات سبتمبر، مؤكدا أن للمسلمين الحق في ممارسة شعائرهم الدينية، شأنهم شأن أي شخص آخر في الولاياتالمتحدة.. وفي محاولة لقطع الطريق علي من يفكر في انتقاد موقفه، عاد الرئيس الأمريكي إلي الدستور الأمريكي مؤكدا أنه بموجب حرية المعتقد التي يضمنها الدستور الأمريكي فإن للمسلمين الحق نفسه في إقامة شعائر دينهم كغيرهم من الأمريكيين. وقال أوباما في دفاعه: إن الالتزام بالحريات الدينية، دون استثناء، من السمات المميزة للولايات المتحدة، وإن بناء المسجد هو تطبيق عملي لمبدأ حرية المعتقد التي يكفلها الدستور الأمريكي وهذا يشمل حق بناء مكان للعبادة ومركز للجالية علي ملكية خاصة في مانهاتن، ووفقا للمراسم والقوانين المحلية، وأن هذه هي أمريكا، وأن التزامنا بالحرية الدينية يجب أن يكون صلباً. علي الجانب الآخر، يشير المعارضون لهذه الفكرة ومنهم روبرت جنيجريتش الذي من المحتمل أن يرشح نفسه للانتخابات القادمة، إلي أن إقامة مركز إسلامي علي أنقاض برجي مركز التجارة العالمي قد يمثل انتصاراً للإرهابيين ، وجرحاً لمشاعر أسر ضحايا أحداث سبتمبر ، وأنه لا يجب أن يتم السماح ببناء المسجد في هذا المكان بالذات. وبعيداً عن هذه الخلافات الأمريكية الداخلية، فالمتصور أنه لم تضق الدنيا بإخواننا المسلمين في الولاياتالمتحدة حتي يبنوا المسجد في هذا المكان، مع ما يثيره ذلك من حساسية للأمريكيين، وتأليب للرأي العام الأمريكي نحوهم.. ولست أدري لماذا نميل إلي تهييج الآخرين علينا؟ ولماذا نثير حفيظتهم وغضبهم إذا كان في الإمكان تحاشي ذلك؟.. ألم تكن أرض الله واسعة في مدينة نيويورك حتي يتم اختيار هذا المكان بالذات؟. يا جماعة ارحمونا!