مع قدوم شهر رمضان يسارع أصحاب المهن المختلفة للإعلان عن انفسهم وتجارتهم علي الامساكية الرمضانية التي تحتوي علي آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة وبعض الفتاوي الخاصة بأحكام الصيام وزكاة الفطر قد يهتم بها من يأخذها أو يهملها.. والبعض يقوم بشكل سنوي بطبع تلك الإمساكيات كنوع من المباهاة والتفاخر ، فكان من الضروري مناقشة الظاهرة للوقوف علي أبعادها. في البداية يوضح امير احمد المنسي 26 عاما متخصص في طباعة الامساكيات الرمضانية وتدوين الاعلانات عليها منذ 10 سنوات تقريبا، انه في كل عام يزداد الاقبال من قبل اصحاب المشاريع الجديدة والمختلفة علي الدعاية والاعلان علي الامساكيات الرمضانية، وانضم إلي فئة المعلنين علي الإمساكيات مؤخرا الاطباء والصيادلة وكذلك نواب البرلمان، ولا فرق في ذلك بين مسلم وقبطي. ويشير إلي أن سعر الإمساكية يبدأ من 60 جنيهاً للمائة نسخة وحتي 150 جنيهاً علي حسب الحجم والطباعة والخامة المستخدمة في الامساكية وقد يدون عليها أذكار الصباح والمساء وآية الكرسي والمعوذتان وآيات الصيام وفضله وصلاة العيد وزكاة الفطر أو قد تكون الإمساكية عبارة عن كتيب صغير يحوي بعض من صور القرآن مثل «يس» و«الملك» و«الكهف» ويشير الي ان مثل هذه الامساكيات يحتفظ بها اكثر من الورقة الواحدة. الموقف الشرعي وحول الرؤية الشرعية للإعلان علي الإمساكيات الرمضانية يشير الدكتور محمود كريمة استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الازهر إلي انه من المقرر شرعا معاملة الناس علي ظواهرهم وترك سرائرهم الي الله عز وجل، حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إنما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوي"، لافتا إلي أن طبع الإمساكية الرمضانية إن أريد به خدمة الدين الحق وتذكرة الناس ببعض معالم رمضان والصيام فلا بأس به وإن أريد به مجرد التباهي والتفاخر والدعاية والاعلان لا للدين ولكن للأمور الدنيا فكل يحاسب علي نيته. ويستطرد قائلا: "لعل صنع ما يسمي بالامساكية وطبع الاعلانات عليها بغرض الاقتداء به من قبل الغير، فتوزيع الامساكية ليس سنة تتبع ولا عادة تجتنب، ولو أن المقصد خدمة الدعوة فلا بأس بذلك أما إذا كان الغرض هو الدعاية فإن فاعل ذلك أمره إلي الله و الأمر في كل الأحوال متوقف علي النية وهو أمر باطني لا يعلمه إلا الله، قال تعالي "قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين" ويؤكد أنه لا بأس من ان يجمع الانسان بين الحسنيين بالاستفادة بالاجر والثواب من الامساكية وايضا من الدعاية والاعلان عليها، خاصة أنه لا يمكن منع الناس عن ذلك، لكن ينبغي صيانة هذه المطبوعات لما تحمله من آيات قرآنية وأحاديث نبوية بينما يري الدكتور عبد الحكم الصعيدي الاستاذ بجامعة الازهر بأنه من الافضل ان تتخذ الإمساكيات للتهنئة بالشهر الكريم دون التطرق للدعاية والاعلان لأن الامساكية الغرض منها تذكير الناس بفضل شهر القرآن والصيام والقيام وبعض الذكر والاحاديث النبوية التي تتحدث عن شهر رمضان وزكاة الفطر، مؤكداً أنه لا بد ألا تبتذل النصوص القرآنية ، ولابد من الحرص عليها ووضعها في أماكن محترمة وإبعادها عن عبث الأطفال والصغار وعدم القائها في الشارع والاماكن غير المحترمة. فيما يفصل الدكتور احمد السايح استاذ العقيدة بجامعة الأزهر الأمر ويري أنه لا مانع من الاعلان علي الامساكيات الرمضانية.. بل يري أنه شيء طيب لما فيه من نشر الآيات والأحاديث التي تحمل القيم النبيلة والتي ترغب في فعل الخير خاصة في شهر الخير. لكي يتخذوها لهم عنوانا في حركة الحياة. ويوضح أن هذه الاشياء من الدعاية والاعلان علي الامساكيات الرمضانية مطلوبة شرعا لانها من باب التفاؤل والرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول ما معناه: "تفاءل بالخير تجده" كما ان من لا يهتمون بالامساكية بعد أخذها من الشخص المعلن بالطبع لا يقصد الاستهزاء بها او اهمالها لذلك لا بد ان ننبه علي اهمية الحفاظ عليها وعدم العبث بها ويختتم قائلا:"لا غني للصائم عن الاستعانة بالامساكية في شهر رمضان حيث إنها دليل الصائم الذي لا غني عنه فهي ترشده لمواعيد الافطار والامساك والسحور فضلا عن مواقيت باقي الصلوات، وقد جرت العادة في السنوات الأخيرة علي تداول الامساكية كوسيلة إعلانية توزع مع الصحف أو في المحلات التجارية المختلفة بل أيضا قد تكون وسيلة للدعاية الانتخابية.