منذ سنوات نجح منتجو الدراما التليفزيونية في احتلال شهر رمضان، ومع ظهور الفضائيات الخاصة، واشتعال المنافسة بينها، تغير رمضان بالكامل، وتقريبا لم يعد شهر الصوم والصلاة والزكاة.. وإنما تحول إلي شهر للمسلسلات، وليلي علوي ويسرا ويحيي الفخراني، ونور الشريف وإلهام شاهين.. ومعهم محمود سعد ولميس الحديدي.. وكل فرق اللت والعجن الليلي علي الشاشات. منذ عامين أيضا قررت ألا أستسلم لهذا الغزو غير المبرر للشهر الكريم، واحتلاله، وتحويلنا إلي أسري أمام أجهزة التليفزيونات، أعلنت التمرد وقررت مقاطعة مسلسلات رمضان، وكما أفادني الصوم صحيا العام الماضي اعتقد أن مقاطعة الدراما والبرامج التافهة، أفادني نفسيا، فأنهيت رمضان العام الماضي بالكثير من الصحة والإيمان وراحة البال. هذا العام أواصل ايضا مقاطعة مسلسلات وبرامج رمضان، ولا أعرف إن كنت وحيدا في هذه المقاطعة أم أن هناك أخرين يرفضون أن يسير الآخرون حياتهم، لكن علي الأقل أجد شريكا متضامنا في هذه المقاطعة وأقصد زوجتي وهي أهم شريك، ليس في التضامن فقط وإنما في عدم الاقتناع بهذه الحالة الهزلية الدرامية التي نعيشها. ولا أعرف ما هي المتعة التي يجنيها المشاهدون من مشاهدة شخص ما وهو يتنقل بين القنوات والمحطات والبرامج ليسألوه نفس الأسئلة ويجيب نفس الإجابات؟، وما هي المتعة في أن تتحول البرامج التليفزيونية جميعها إلي نمط واحد، مذيع يسأل أسئلة مكررة ومعادة ونحو أربعين ضيفا يتقلبون علي عشرات القنوات.. حتي تحولت الشاشات إلي ما يشبه قضاء إجازة في مارينا، لأنك خلال ساعة واحدة فقط ستري كل من تشاهدهم في حياتك اليومية العادية! وأرجو ألا يفهم أحد أن هذه الكلمات دعوة لمقاطعة الفن والدراما بشكل عام، وإنما هي مجرد رسالة أتمني أن تصل للكثيريين مفادها أننا من نكتب جدول أعمالنا ونحدد اهتماماتنا، ونعيش الحياة حسب مزاجنا، ولا نرهن عقولنا للآخرين سواء كانوا منتجي دراما أو أصحاب فضائيات خاصة، أو مناضلين وهميين علي شاشات الفضائيات، أومقدمي برامج لا يملكون أية ثقافة أو موهبة. فلنجعل رمضان حسب مزاجنا.. نصوم ونصلي.. نخرج ونزور الأهل والأصدقاء كما كنا نفعل دائما.. ولا نشاهد مسلسلات رمضان المتشابهة والمكررة والضعيفة والمملة.. وكل عام وأنتم بخير.