أن يشهد لك خصومك بحكم الموقع الوظيفي دون أدني إجبار علي ذلك، وأن يثنوا عليك وهم في حل من هذا، فهو دليل علي نبل موقفك.. أن يمشي في جنازتك من يظن الكثيرون أنهم أعداؤك، بل بالفعل كانوا أعداء لبعض من هم مواقع مشابهة واستهدفوهم، فهذا خير دليل علي حسن سيرتك. وقفت قيادات مجلس شوري الجماعة الإسلامية إلي جوار لفيف من قيادات وزارة الداخلية ورؤساء الأجهزة التنفيذية في صف واحد جمعهم لتقديم واجب العزاء في وفاة اللواء أحمد رأفت نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الذي توفي في ساعة مبكرة من صباح الجمعة الماضية، إثر أزمة قلبية تعرض لها أثناء تأديته عمله بمكتبه، وكان في مقدمة المشاركين من الجماعة كرم زهدي أمير الجماعة ناجح ابراهيم متحدثها الإعلامي وكل من عصام دربالة وعلي الشريف وحمدي عبد الرحمن وخالد الزعفراني. كان رأفت بحسب كلمات ناجح ابراهيم "مهندس مبادرة وقف العنف الحقيقي، وصاحب الهمة في تفعيلها، وأول ضابط أمني مصري كبير يحمل علي عاتقه فكرة التصالح بين الدولة والجماعات الإسلامية.. وتنحية البندقية وتقديم الحوار.. وتنحية منطق الثأر المتبادل أو العنف المتبادل.. وتغليب منطق التفاهم عليه.. وأول من وضع سياسة لا غالب ولا مغلوب بين أبناء الوطن الواحد.. فكلنا مغلوب مادمنا نتقاتل ونتصارع.. وكلنا غالب ما دمنا نتفاهم ونتحاور من أجل مصلحة بلادنا. في بيان لها تصف الجماعة الإسلامية رأفت بانه أول من أعاد للمعتقلين الإسلاميين كرامتهم الدينية وأعطي الثقة للجميع في وفائهم بعهودهم وتقول إنه كان مخلصا ً لدينه ووطنه لتحقيق هذه المصالحة التي أصبحت نموذجا ً يحتذي في كل البلاد العربية وكان سببا ً في الإفراج عن آلاف المعتقلين، في الوقت الذي كانت الدول الأخري تشحن الإسلاميين إلي السجون بعد 11 سبتمبر.. نقول هذه الكلمات عرفاناً بفضله ووفاءً لعطائه وتذكرا ً لجميله. كان رأفت يتبع سياسة الاستقطاب والحوار بعدما لم تتحمل "الجماعة الإسلامية" المحاكمات العسكرية ولا الأحكام التي صدرت في حق اتباعها، وكان قرارها ضرب السياحة من أكبر الأخطاء القاصمة التي ارتكبتها.. فاستعدوا بذلك الأوروبيين والأمريكيين والدنيا كلها.. قدم.