كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن إفراج ليبيا عن مواطن إسرائيلي يدعي رافائيل حداد من أصل تونسي كانت السلطات الليبية قد اعتقلته منذ نحو 5 أشهر مضت واتهم بالتجسس بعد أن تم اعتقاله وهو يقوم بتصوير مواقع تراثية لليهود في ليبيا. وكشفت إذاعة إسرائيل تفاصيل مهمة حداد البالغ من العمر 34 عاما في ليبيا موضحة أنه دخل بجواز سفره التونسي إلي ليبيا لتنفيذ مهمة كلفه به "مركز آم شالوم" في إسرائيل، وهو مركز يهتم بما تركه اليهود من تراث، ومن بينها ليبيا التي كان فيها قبل ثورة الفاتح أكثر من 5500 يهودي غادروها في ما بعد، ومعظمهم استقر في إسرائيل، وتتركز مهمة رافائيل في تصوير المواقع اليهودية في ليبيا. حيث لاحظته أجهزة الأمن الليبية وتم اعتقاله حين كان يصوّر أحد المباني وسلموه للمخابرات التي تعرفت علي هويته الإسرائيلية، وسمحت له بالاتصال بأقاربه في تونس، حيث أخبرهم بأنه معتقل في ليبيا. إطلاق سراح رافائيل جاء بعد جهود كثيفة ووساطة عدة دول، حيث اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بنظيره الايطالي سيلفيو بيرلسكوني الذي حاول التوسط ، لكنه لم يفلح في إقناع طرابلس بإطلاق سراحه. كذلك استنجدت إسرائيل بالحكومة الفرنسية فتدخلت ولم تنجح أيضاً، كما حاولت أمريكا ومعها منظمات مدنية أمريكية وأوروبية مقبولة النشاط من السلطات الليبية، لكن من دون طائل، واستنجدت أيضاً بتونس لكن دون جدوي، فاستعان وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان بالمليونير النمساوي مارتن شلاف الذي بدأ الوساطة قبل شهرين في وقت كانت ليبيا تهيئ لإرسال سفينة المساعدات "أمل" إلي غزة. وتضاربت المعلومات حول الاسم الأول لحداد الشبيه بالشكل وبالعمر إلي حد بعيد بإسرائيلي آخر أصله تونسي أيضاً وكذلك اسمه رافائيل حداد، وهو رئيس اتحاد الطلبة اليهود في فرنسا، واشتهر في أبريل العام الماضي بالصراخ ضد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد حين كان يتوجه إلي المنبر لإلقاء كلمة في مؤتمر "دوربان-2" لمكافحة العنصرية الذي نظمته الأممالمتحدة في جنيف، حيث ظهر فجأة بين المصفقين في القاعة وقد تنكر بثياب مهرج وبريش ملون وضعه علي رأسه وراح يصرخ ضد نجاد "عنصري، عنصري" قبل أن ينقض عليه حرس المكان ويقتادوه للخارج". ومن غير المعروف حتي الآن إذا كان رافائيل هذا هو نفسه الذي أطلقت ليبيا سراحه أم لا، مع أن صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية ذكرت أن اسمه يسرايل حداد، وليس رافائيل، في حين ان الاسم ورد رافائيل في صحيفتي "هاآرتس" و"يديعوت أحرونوت" الاسرائيليتين، وفي صحيفة "در كوريير" النمساوية. ونقلت طائرة خاصة حداد بعد الإفراج عنه من ليبيا إلي فيينا حيث كان باستقباله أفيف شيرون السفير الاسرائيلي بفيينا، مع أفراد من عائلة المفرج عنه جاءوا من إسرائيل كما استقبله ليبرمان الذي جاء قادماً بالطائرة من مولدوفيا. ومن فيينا استقل ليبرمان أمس طائرة مصطحبا حداد وأفراد أسرته عائدين إلي تل أبيب بحسب ما ذكرت جريدة "در كوريير" النمساوية. والوسيط مارتن شلاف ، هو يهودي من أغني أثرياء النمسا وهو شريك مع شقيقه جيمس في امتلاك "مجموعة روبرت بلاتزيك" للاستثمارات المتنوعة. واشتهر شلاف بين العرب حين عقد صفقة في 1998 مع السلطة الفلسطينية منحته بموجبها إذناً بافتتاح كازينو في مدينة أريحا، فافتتح "كازينو أريحا" وربح منه الملايين في وقت قصير، لأن أكثر من 3000 إسرائيلي كانوا يرتادونه يومياً لإشباع نهمهم كمدمنين علي القمار. ثم أغلق الكازينو عام 2000 حين بدأ الفلسطينيون انتفاضة شاملة علي إسرائيل، ومازال مغلقا حتي الآن.