أكد الناقد عمر شهريار أن رواية سارة الشحات "خمس نجوم"، تفوقت علي رواية "عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني من حيث الفنية والمهارة، موضحا أن النص يقوم علي فكرة المكان الواحد، الذي يجمع الشخصيات داخله، تماما ك"البانسيون" في "ميرامار"، والعوامة في "ثرثرة فوق النيل"، "والعمارة» في "يعقوبيان". أضاف شهريار، في الندوة التي نظمتها ورشة الزيتون، لمناقشة الرواية الصادرة عن دار "الدار"، أن "خمس نجوم" تفوقت في المعني والفنية علي "عمارة يعقوبيان"، التي جاءت فجة سياسيا، ونسبة المباشرة فيها عالية مما أضعف المعني. وأكد شهريار، في الندوة التي حضرها فاتن حسين، وهدي توفيق، وأدارتها الكاتبة سامية أبو زيد أن النص مكتمل، والرواية تنتمي لتيار الواقعية النقدية، يفصح عن الواقع، يفككه، ويحلله ويعتمد بصورة رئيسية علي المفارقات، أما البناء الجمالي والتشكيلي فيقوم علي تعدد الرواة، كل شخصية منهم تنحرف عن تيار الوعي وتعود للماضي، وعلي مستوي تركيب السرد نري تحولات في المكان والمكان، وبنية المفارقة تبدأ من العنوان، وتمتد لتشمل أسماء الشخصيات، المفارقة تغلف الرواية. الناقدة الدكتورة فاتن حسين، قالت: سارة كاتبة واعدة، تبشر بكاتبة تحمل بذوراً روائية جادة، تترك بأعمالها بصمة في عالم الرواية، إحساسها قوي، ولديها القدرة علي مراقبة الحياة وتفاصيلها، نجدها وصفت شخصياتها من الداخل وصفاً دقيق، الرواية تنتمي لقصص قاع المدينة، عرضت فيها الكاتبة تواشج العلاقت الخاصة، بما تشمله من شهوات، وتفسيرات سلبية، وشخصيات فانتازية، رأينا بها شبقاً خاماً، كما في فيلم "حين ميسرة"، أوضحت به سارة كيف أن المجتمع قد انقسم فأصبح قسما للأسياد وآخر للعبيد، نقلت الصورة الكاملة للمجتمع عبر مول. وأكملت: هذه الرواية تحسب علي روايات التغيرات الاجتماعية، فالكاتب المرهف يشعر بمدي أهمية التغييرات من حوله، ويرصد التغييرات التي تطرأ علي التعبيرات وطرق الكلام، تماما ك"زقاق المدق"، التي رصدت التطور الذي أعقب الحرب العالمية الثانية اجتماعيا وسياسيا وثقافيا، وعلي جميع المستويات، ونحن الآن في فترة مماثلة، عقب عمليات السلام والتصالح مع إسرائيل، انقلبت موازين المجتمع. وأكملت: في مقال له أطلق الكاتب الطاهر أحد مكي علي هذه النوعية من الروايات، روايات القرن ال21، يكتبها شباب وصفهم دقيق، يراقبون الحالة، ويستفيدون من روايات سابقة ذات قيمة، لكنه حثهم علي تجاوز ما فات، والتعبير عن الواقع المليء بالتناقض، وقد نبه مكي إلي أن العيب الرئيس في هؤلاء الكتاب عدم انتباههم للغة ووقوعهم في الركاكة الأسلوبية، ولكنه في الوقت نفسه أطلق عليها روايات المستقبل، فهي تواجه مجتمعاً قلقاً ومتوتراً، أشخاصه تائهون في عالم تلاشت حدوده الفاصلة وأصبح قرية واحدة، لا فرق فيه بين البطولة والخيانة، الأمانة والغدر، المقاومة والإرهاب، تغيرت المفاهيم، ومعاني المفردات، علي الكاتب تقع مسئولية كبيرة جدا، حين قرأت الرواية شعرت أنني بإزاء كاتبة عميقة وواعية بتفاصيل الحياة، كتبت رواية جيدة ولم تدر حول ذاتها ونفسها كما يفعل العديد من الكتاب، لذا يجب أن يكون لدينا عدد أكبر من الروايات المماثلة لرواية سارة، وأن نشهد بها تطورا، لأنها الأنسب لمجتمعنا. الكاتبة سامية أبو زيد قالت: تدور الأحداث داخل مول، لكنه مليء بالمفارقات، نري فيها تأثراً إلي حد ما بقصة "بداية ونهاية"، ولعل ما تمتاز به كتابة سارة هو قدرتها علي رصد المفارقات، فنجدها مثلا تصف مشهدا في روايتها حول بائعة تري زبونا يشتري بما يعادل نصف راتبها طعاما للقطط، فإذا بها تتذكر قطط حيها البائسة، التي كانت تحبسهم سيدة مختلة عقليا حتي الموت، الرصد جاء برهافة وحساسية وإنسانية، لم تخل من خفة ظل بين حين وآخر. وقد أبدت الكاتبة هدي توفيق عددا من الملاحظات علي الرواية، قالت: خارج المول وداخله، كالفارق بين الحياة والموت، وقد ساقت سارة في روايتها مفهوما جديدا للمهمشين، يمكن أن نطلق عليهم المهمشون الجدد، فهم شباب متعلم، طموح، ولكن الحاجة والعوز تدفعهم لبيع ما يملكون حتي كرامتهم، ومعرفتهم.