قبل ميلاد المسيح بفترة قصيرة، أشار المؤرخ اليوناني شترابو إلي أن "الأرض العربية أرض خصبة، يعيش عليها أناس خاملون وكسالي، يسكنون الخيام، ويحترفون النصب، ويركبون الجمال، ويعيشون علي لبن الحيوانات". وأشار المؤرخ اليوناني هيرودت إلي أن "الأراضي العربية هي" أرض التوابل، وأرض العجائب، وهي مليئة بالأخطار والأهوال".. وفي العصور الوسطي، ومنذ ظهور الإسلام وحتي الحروب الصليبية، كانت الصورة الرائجة عن الإسلام في الغرب هي أنه "تمزق شيطاني في صدر الكنيسة المسيحية التي لم يكد يمر علي انتصارها علي الوثنية ثلاثة قرون، وانشقاق مشئوم قام به شعب بربري".. ونظر الغربيون إلي العرب علي أنهم "وثنيون وجهلاء إذ صدقوا النبي المزيف.. إضافة إلي ذلك، فهم قساة غلاظ.. وقد نظر الأوروبيون إلي مكةوالمدينة باعتبارهما "أماكن للفجر والدعارة"، ونظروا إلي الإسلام علي أنه "فرض علي الناس بحد السيف، وهو ما يفسر سرعة انتشاره". وفي القرن الثالث عشر أيضاً، أشار "شتركر" إلي أن "العرب والمسلمين أناس مشركون، يعبدون شخصاً يسمي محمداً، يصنعون له تماثيل من مادة غنية وضخمة ويسمونه بأكثر من سبعمائة اسم ولقب"... وفي القرن التاسع عشر، وصف المستشرق لويس بركهاردت العرب بأنهم أمة من اللصوص، مهنتهم الرئيسية هي النصب والسلب، ومن ينظرون إلي مهنتهم بافتخار، حتي إنهم يصفون البطل العظيم عندهم بأنه "ابن حرامية". وفي بداية القرن العشرين، وصف ت. إي. لورانس، المسمي بلورانس العرب، وصف العرب بأنهم "قوم سذج وعديمو الذكاء"، وهو ما يفسر قدرته علي خداعهم، وعلي الضحك عليهم لسنوات عديدة. وفي بداية الألفية الثالثة، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أصبح المرادف لكلمة عربي مسلم هو إرهابي متطرف، وأصبحت "الحرب ضد العرب هي بلغة جورج بوش الابن هي" حرب ضد الإرهاب.. وفي الأسبوع الماضي، وجه النائب الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز إهانات بالغة إلي كل من الإسلام من ناحية، ومصر من ناحية أخري.. إذ يري أن الإسلام هو سبب تخلف العرب والمسلمين، وأن العادات السلبية في المسلمين مرجعها إلي الإسلام كدين. ووصف القاهرة بأنها مدينة فقيرة وقذرة بشكل لا يصدق، وأنه لم يكن يتوقع أن مثل هذه المدينة الفقيرة تكون جارة لتل أبيب التي تعد من أنظف المدن حول العالم علي حد زعمه.